على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

بالرغم من أنّ لبنان واقعٌ حكماً تحت الاحتلال الإيراني، فإنّ طبقته السياسيّة وقادة المجتمع المدني والتغييريّين والثوار والمستقلّين رهن إشارة السفير السعودي في لبنان. إيران تحتلّ لبنان لكن السفير السعودي هو الحاكم. هل هذه نظريّة تحت الطاولة التي يولع بها الكثير من اللبنانيّين؟ استجابوا أمس لدعوة مستعجلة منه، ولبّوا وجلسوا مثل أطفال المدارس. سامي الجميّل وإيلي الفرزلي ومصباح الأحدب وشفيق الحريري (شفيق الحريري؟ لماذا؟) وإبراهيم شمس الدين (الذي نالَ 62 صوتاً في آخر انتخابات) وزياد بارود (الذي أصبح وزيراً بإرادة الفاسد ميشال سليمان ثم خاض الانتخابات على قائمة جبران باسيل قبل أن يعود إلى صفوف المستقلّين) وسليمان فرنجيّة وميشال معوّض (الذي أجلسوه خلف غريمه بعدّة صفوف)، وكمّ هائل من الكتاب وأصحاب العمائم. ما المناسبة؟ التمرّد على دعوة عشاء من السفارة السويسريّة لجمع ممثّلي مختلف الأحزاب في لبنان (طبعاً، لا أثق بأي مبادرة من أي دولة غربيّة). واطائفاه. قامت قيامة السفير السعودي واستدعى البارزين من أزلامه (مثل جنبلاط والسنيورة وشفيق الحريري ــــ شفيق الحريري؟ لماذا؟) واستدعى أيضاً الأخضر الإبراهيمي (كان الإبراهيمي ثائراً ناصريّاً في شبابه، لكنّه أصبح أداة ديبلوماسيّة أميركيّة وكان يتلقّى التمويل من السعودية ومن عدد من أثرياء لبنان). أمرهم بالوقوف، فوقفوا. وأمرهم بالجلوس، فجلسوا. وعندما أمرهم بالسجود، سجدوا جميعاً ثم بكوا تأثّراً وتعلّقاً باتفاق الطائف. جنبلاط تحدّث عن سنوات علاقته الذهبيّة بالنظام السوري، لكنه يذكر حكمت الشهابي كأنّه كان معارضاً للنظام، أو كأنّ علاقة التبعيّة التي ربطته بالنظام السوري انحصرت فقط بشخص واحد. لكن ما مناسبة الاجتماع؟ ما مكمن الخطر على اتفاق الطائف؟ أنا شخصيّاً ضدّ الاتفاق الطائفي الذي توصّل إليه مجلس نوّاب فاقد الصلاحيّة والشرعيّة وعبر الرشاوي التي طالت فيهم الكبير والصغير. اتفاق الطائف هو الذي يحكم لبنان حالياً بعد خروج النظام السوري من لبنان: هل أنّ لبنان اليوم في وضع حسن؟ ومجلس الشيوخ الطائفي الذي يريده جنبلاط والذي منعه عنه النظام السوري، لماذا لم ينشأ بعد خروج النظام السوري؟ الحرس الثوري منعه؟

0 تعليق

التعليقات