على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

من يقرأ قرارات القمم العربيّة؟ أنا أقرؤها فقط بحكم العمل. ما أهميّة هذه القرارات التي يمليها السفير السعودي في الجامعة مع إضافات محليّة من حلفاء السعوديّة في المجرّة؟ من ضمن القرارات إصرار على السلام مع إسرائيل كـ «خيار استراتيجي». ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني أنّ الدول العربيّة (كلّها يعني كلّها بما فيها لبنان) تقول لإسرائيل: نحن نرى التصعيد العسكري والقتل اليومي للشعب الفلسطيني ونراقب أخبار الاستيطان وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه والمجاهرة بالعنصريّة ضد العرب والدعوات العلنيّة لقتلهم، لكن مهما فعلتِ فخيارنا معك سلام. هذه كأن تقول فرنسا لهتلر في زمانه: مهما فعلتَ بنا فخيارنا السلام معك. وهذا لا يعني إلا منح العدوّ رخصة لارتكاب المزيد من الجرائم والأفعال والمجازر. خيار استراتيجي؟ هذا استسلام مطلق وغير مشروط مثل رفع الأعلام البيض أمام جحافل الاجتياح. السلام كخيار استراتيجي هو خطاب محمود عبّاس، رئيس عصابة التنسيق الأمني والفساد والسرقة. كيف يكون السلام خياراً استراتيجيّاً بعد عشرين سنة من رفض عدوّك لمشروعك للسلام؟ عشرون سنة مرّت على تقديم مشروع السعوديّة للسلام، والعدوّ يقول إنه لا يقيم اعتباراً له. والنظام الإماراتي عقد تحالفاً استراتيجياً مع إسرائيل بعدما كان من معتنقي مشروع السلام السعودي — ومثله فعل المغرب والسودان والبحرين. هؤلاء قالوا للعدوّ إننا نتراجع عن مشروع السلام السعودي ونقبل بالتطبيع الكامل والتحالف معك مقابل لا شيء إلا صداقتك. الجامعة العربيّة باتت جامعة التحضير لدخول إسرائيل إليها. لم يعد العرب يطلبون من إسرائيل تقديم أي تنازل إلا استقبال مسؤوليها على أراضي فلسطين مع أعلام إسرائيليّة. الجامعة العربيّة هي مثل منظمة التحرير: تنتمي إلى مرحلة غابرة ولا تستحق إلا الحلّ والدفن. هذا زمن تجاوز زمن شعارات الوحدة والتنسيق العربيَّيْن. نحن في عصر الانقسام والشرذمة والفتنة. قرارات الجامعة العربيّة تريد السلام الاستراتيجي مع إسرائيل والصراع الدائم مع إيران وتركيا. هو عصر العروبة التي لا تقبل بغير إسرائيل عريساً لها.

0 تعليق

التعليقات