على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

يحبس الليبراليون الغربيّون أنفاسهم مع كل انتخابات إسرائيليّة. من سيفوز يا ترى؟ اليمين العنصري أم أقصى اليمين العنصري؟ ولو فاز اليمين العنصري، يهتفون ويهتف معهم الليبراليون العرب: لقد فاز معسكر السلام في إسرائيل. منذ صباي وأنا ألاحظ فداحة الموقف الفلسطيني وكيف كانت منظمة التحرير تعوّل على فوز «حزب العمل» فيما كان يصدر أوامره لقصف المخيّمات في لبنان. كان مكتب منظمة التحرير في باريس في زمن إبراهيم الصوص (ماذا حلّ به؟) يفتح زجاجات الشمبانيا احتفالاً بفوز «حزب العمل». الحاكم السعودي والإماراتي يعوّلان هذه الأيّام على فوز نتنياهو: كلّ أمل هؤلاء هو العودة إلى الحلف بينهم وبين ترامب ونتنياهو. لا أستبعد أن يكون الفاسد نتنياهو يتلقّى التمويل السرّي من حليفيْه في الخليج. أتصوّر أنّ قطر تعوّل على فوز اليمين لا اليمين المتطرّف. أهواء حكّام العرب ليست متطابقة. والجميل أنّ نتنياهو حرٌّ طليق بعد سنوات طويلة من تحقيقات وإدانات بالفساد. لو أنّ عربياً اتهم من قبل سلطات الاحتلال (من دون إدانة حتى) بما أدين به نتنياهو لكان يقضي عقوبة المؤبد في السجن. ومرّة خرج نتنياهو من المحكمة عندما تبرّم من سلوك القاضي. لو فعلها عربي لأرديَ بالرصاص. والليبراليّون العرب لا يزالون يستشهدون لنا بنموذجيّة الحكم في إسرائيل: يقولون لنا: هناك تجري محاسبة الفساد. أي محاسبة؟ الرئيس كاتزاف حوسب فقط بعد عشرات الاتهامات بالاغتصاب. ولم نسمع عن حالات اعتداء جنسي من شمعون بيريز (حبيب الليبراليّين العرب وأملهم على مدى عقود) إلا بعد وفاته (وهناك شريط وثائقي ترويجي عنه على «نتفليكس» بصوت صهر لبنان، جورج كلوني، لكن من دون إشارة إلى سجلّه في الاعتداءات الجنسيّة). تجري الانتخابات فيما تصعد حظوظ حزب يحمل إرث مئير كاهانه والهتافات «الموت للعرب» أو «الموت للإرهابي» (الأخيرة تُسمع فقط عندما يظهر المراسلون الغربيّون). لكن ما الفارق بين أحزاب إسرائيل؟ والمشاركة العربيّة مهما كانت تيّاراتها ليست إلّا إسباغاً لشرعية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. المقاطعة لا بل اللامبالاة إزاء الانتخابات هي الموقف المنطقي.

0 تعليق

التعليقات