على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

عاد الطائف والطائف لم يكن اتفاقاً لبنانيّاً. كان اتفاقاً سعودياً ــ سورياً ــ أميركياً فُرضَ على لبنان. عبد الحليم خدّام (من أفسد الفاسدين في المشرق العربي) هو الذي هندسَ الاتفاق بالتوافق مع النظام السعودي. ومجلس النوّاب عام 1972 (باستثناء زاهر الخطيب ونجاح واكيم وألبير منصور) كان من أفسد المجالس النيابيّة في التاريخ اللبناني. معظم ــــ أو كلّ ــــ الأوراق التي وضعها النوّاب في صناديق الاقتراع في المجلس قبضوا عليها. كان انتخاب سركيس وبشير الجميّل من الأفسد في تاريخ لبنان وتخلّلته رشاوى للنوّاب (وانتخابات عام 1972 الرئاسية كانت فاسدة أيضاً وبعض النواب قبضَ من الفريقيْن، فريق «النهج» الشهابي وفريق «الحلف» الذي كان مُمَوّلاً من الغرب ودول الخليج). تم التوصّل إلى الطائف عبر الضغط على النواب من قبل السعودية وسوريا وأميركا، وعبر توزيع الرشاوى على النوّاب. والمضمون السياسي للاتفاق هو التالي: لقد انهزم الفريق الانعزالي في الحرب لكن نحتاج إلى توافق إسلامي ــ مسيحي، وعليه يجب تضمين الاتفاق بنوداً تُرضي حزب «الكتائب» الانعزالي (تخيّل أنّ نوّاباً قوميّين عرباً وافقوا على صيغة أنّ لبنان «وطن نهائي»، وهي صيغة فينيقيّة في تعريف هويّة وكيانيّة لبنان مع أنّ البلد وطنٌ مؤقّت، يستمرّ وجوده بإرادة دول الغرب المُستعمِر). والآن هناك حديث عن الطائف والسفير السعودي يقيم حفلة رقص وهرج ومرج من أجله. وهذا ليس إلّا عنواناً طائفياً مذهبيّاً ضد الطائفة التي تعاديها السعوديّة في لبنان (الطريف أنّ السعوديّة ماضية في مشروع «الحوار بين الأديان» للتقرّب من إسرائيل لكنّ حربها المذهبيّة ضدّ الشيعة تستمرّ). السفير السعودي سيجلب لهذه الغاية حسين الحسيني: والأخير يتكلّم بصيغة 14 آذار ضدّ الحزب في أحاديثه مع الإعلام الأجنبي (مثل حديثه مع كيم غطّاس في كتابها السيّئ «الموجة السوداء»)، لكنّه لا يمانع التحالف مع الحزب لو أنّ ذلك سيوصله إلى المجلس النيابي. والحسيني يحتفظ بوثائق الطائف في درج مكتبه، تماماً كما أخذ ترامب معه وثائق سريّة ــــ كما لاحظ صديق لبناني. هناك من يعترض على الطائف لكن لا يجاهر بذلك، وهناك من يتصنّع التأييد.

0 تعليق

التعليقات