على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الكثير من الشباب اللبناني (خصوصاً الـ «كول» منه الذي تعلّم الإنكليزيّة من مسلسل «فريندز») رجعي ويميني وعنصري، وغالباً غير قادر على التعريف بنفسه بوضوح. هو حائر. إعلامي يعرّف بنفسه: إنّه يساري نوعاً ما ويميني نوعاً ما ومُحبّ (أواه) لحقوق الإنسان. تقرأ ما يكتب وتكتشف أنّه رجعي يميني ذكوري ويتبع هدى محمد بن سلمان ومحمد بن راشد. آخر يحبّ اليسار الأميركي والفرنسي لكنّه يعيّر خصومه بإسلاموفوبيا وهوموفوبيا وميسوجينيا لافتة. لكن لماذا نتعجّب إذا كان الشباب اللبناني رجعيّاً؟ الكثير من الشباب في العالم رجعي. الشباب مسؤول عن ظاهرة الأحزاب اليمينيّة المتطرّفة في الغرب، وهو عماد اليمين الصهيوني العنصري الإرهابي. قرأتُ دراسة نشرتها «واشنطن بوست» عام 1972، عندما اقترع مَن هم في سن الـ 18 للمرّة الأولى. عُدِّل الدستور عام 1971 لكي يتسنّى الاقتراع لمن هم فوق سن الـ 18، بعد أن كان حكراً على من هم فوق سن الـ 21 فقط. الحزب الديموقراطي ابتهج واحتفل وقدّم الشربات قبل الاقتراع. توقّع أن يزيد عدد المقترعين لصالحه عن 8 ملايين شخص. حملات ضخمة لجذب الشباب، لكن نيكسون المرشّح المحافظ، كان يعبّئ الشباب أيضاً. المرشح الديموقراطي، جورج ماكفرن، ظنّ أنّه ضَمن الفوز بأصوات الشباب. أتت الانتخابات واكتسحها نيكسون بنسبة 61 في المئة من الأصوات الشعبيّة في البلاد. لم يخسر إلا ماساتشوستس ودائرة كولومبيا. (الكثير من) الشباب اللبناني رجعي بكل معنى الكلمة، خصوصاً في أوساط المغتربين الذين يتعلّمون الأخلاق والمبادئ من صور دبي وأفلام هوليوود. هؤلاء يعبدون رأس المال ويصبح عندهم كنزه من أسمى أهداف الحياة. هناك استطلاع للشباب الأميركي في «جامعة كاليفورنيا» في لوس أنجليس: في الستينيات كان الجيل الجامعي يعتبر أنّ خدمة المبادئ هو الهدف الأوّل له. بحلول التسعينيّات، أصبح جمع المال الهدف الأوّل. شعارا «بدنا نعيش» و«حب الحياة» ليسا إلا قناعَين للمطالبة بالمال وبالتطبيع مع إسرائيل ــــ أو حتى التحالف معها. ليس كلّ الشباب اللبناني مثل هؤلاء: هناك شباب قاموا بتركيع جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2006. هؤلاء شباب مليتا لا شباب أبراج دبي.

0 تعليق

التعليقات