على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

اعتبروني من المزايدين (غير التطبيعيّين، ولي حديث عن هؤلاء غداً). اعتبروني واحداً من الذين لا يعجبهم العجب قبل تحرير فلسطين وإزالة الحدود مها. أنا ــ ومَن أنا؟ من غير شرّــ لستُ راضياً البتّة عن الفريق اللبناني الذي أدار المفاوضات. دعك من أنني كنتُ ضد مسار المفاوضات المرعيّة من أميركا، ودعك من أنني أرى ــ قد أكون مختلاً في ذلك ــ أنّ الوسيط (بيننا وبين أي دولة خصوصاً دولة العدو) لا يكون مقبولاً بيننا وبين أي دولة، إذا كان إسرائيليَّ الجنسيّة وقاد دبّابات لجيش العدو. لغة الاتفاق (أو التفاهم وهذا أدقّ لأنه تفاهم بيننا وبين أميركا وبين العدوّ وأميركا وهذا لا يخفّف من وطأته التطبيعيّة) تنمّ عن صياغة أميركيّة، ولا يبدو أنّ أعضاء الوفد اللبناني تنبّهوا إلى عدد من المحاذير. لكن الأشنع كان كلام الياس بو صعب في حضرة هوكشتين. الكلام الذي توجّه به بو صعب لهوكشتين يحمّل الدولة في لبنان ما لم يكن مفروضاً أن تتحمّله من التزامات ومواقف منفرة. يقول له: «قدمتَ مقاربة جديدة» مكَّنت لبنان من «إنهاء هذا الاتفاق التاريخي». هذه الاحتفالية لا تتناسب مع مضمون الاتفاق. صحيح أنّ تهديد المقاومة قلّلَ من شناعة الاتفاق الذي يبقى شنيعاً. ويقول بو صعب: «عملك وجهدك وإحساسنا بأنك وسيط عادل في هذه المسألة… لم يُشعر لبنان لحظة بأنك تأخذ طرفاً مع جهة ضد أخرى». بأي حق يُلزم بو صعب دولة لبنان في الحديث عن نزاهة وسيط كان يقود دبّابات في جيش الاحتلال؟ الذي قبلَ به وسيطاً يتحمّل مسؤوليّة هذا المديح غير المُستحقّ. مَن الذي شعر بأنه ليس حيادياً وهو الناقل لوجهة نظر إسرائيل والمدافع عنها؟ لو لم يكن من تهديد من قبل الحزب، لكان هوكشتين قد طالب لبنان بجزيرة الأرانب وضواحيها. الأخطر في ما قاله بو صعب هو: «سمعتُ باتفاقية أبراهام، واليوم اعتقد أن هناك مرحلة جديدة، قد يكون عنوانها اتفاقية أموس هوكشتين». هل التملّق للأميركيّين الصهاينة بات ضرورة للذين يخشون على ثرواتهم من عقوبات أميركيّة؟ الإشارة إلى إتفاقية أبراهام تطبيع.

0 تعليق

التعليقات