على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

صورة الموساد في أذهان العالم كم تغيّرت. وإسرائيل تدرك كم أنّ صورة جهازها الاستخباراتي الإرهابي لم تعد كما كانت عليه في الماضي. وهذا التغيّر هو من ضمن الوهن الذي أصاب المخزون الاستراتيجي الإسرائيلي في الحرب النفسيّة ضد العرب. كان الموساد بنظر العرب الجهاز الذي يعرف كل ما يجري في العالم العربي، والموجود حتى في مخادع الزعماء العرب. كنّا نظنّ أنّ الموساد لا يخطئ وأنّه يعلم عنّا أكثر مما نعلم نحن عن أنفسنا. طبعاً لم تكن الصورة عفوية بل كانت من ضمن عمل الموساد نفسه. كان مدير الـ «سي آي أي» السابق، ستانفلد تيرنر، يقول إنّ الموساد ينال علامة عادية في عمله، لكنه يستحق علامة عالية جداً في العلاقات العامة بسبب مهارته في الترويج لنفسه. وكان هنالك للموساد عملاء مزروعون في هوليوود للإسهام في إنتاج أفلام وبرامج تفيد الصورة الإسرائيلية. أَوَتدرون كم مِن فيلم وبرنامج تلفزيوني مكرّس لقصة إيلي كوهين؟ كل بضع سنوات هناك فيلم أو مسلسل جديد عنه. ليس للموساد من مخزون يزهو به إلا تلك القصة منذ أكثر من نصف قرن. والقصة لا تفيد الموساد كثيراً: الرجل كُشف وألقي القبض عليه وأُعدم (ما همّ لو أنّ الموساد حصل في صفقة مع روسيا والثوار في روسيا على ساعته قبل سنوات؟). كل ما يمكن تلخيصه عن الموساد موجود على المواقع: عندما اغتال الموساد مسؤول حماس محمود المبحوح في عام 2010، بالتعاون مع سلطة محمد بن زايد، كانت صور عملاء الموساد قد انتشرت فوراً على المواقع لأنّ الفريق الفائق السريّة والمدرَّب كثيراً لم يكن يعلم أنّ هناك كاميرات مراقبة في دبي. وهناك القصة الأخرى عندما اختطف جيش العدوّ خلال حرب تموز، وفي عمليّة بالغة التعقيد، مواطناً من بعلبك لأنّ اسمه حسن نصرالله. خبراء الموساد لم يكونوا يعلمون أنّ هناك أكثر من حسن نصرالله في لبنان. وهناك أخيراً قصة عملية اغتيال أحبطتها الشرطة الماليزية قبل أن يتم إلقاء القبض على عملاء الموساد. الموساد في ورطة وهو يذكّرنا هذه الأيام باستخبارات البعث.

0 تعليق

التعليقات