على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الخبر أنّه أصبح لبريطانيا أوّل رئيس حكومة من أصل ملوّن. اسمه ريشي سوناك (أو رشيد سمّاق، بحسب لفظ جو بايدن). الخبر ليس غريباً ولا حاجة للاحتفال أو الابتهاج. الغرب يريد منّا أن نصدّق أنّه تجاوز الانقسام العرقي، وأنّ العنصريّة من مخلّفات ماضٍ سحيق. هذا غير صحيح طبعاً. أخبار العنصريّة وتناميها تتوالى في كل الدول الغربيّة. للمرّة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية أصبح لمعظم الدول الغربيّة أحزاب شبه نازيّة تعتمد في العقيدة على معاداة الأعراق والأديان الأخرى (باستثناء معاداة اليهوديّة لأنّ هذه المعاداة هي وحدها منبوذة ــــ ويجب أن تكون منبوذة، منّا ومنهم). غير صحيح أنّ الرجل الأبيض لا يثق بالملوّنين. حتى في التاريخ الأميركي «الأسود» (بالمعنى الحرفي والمجازي): كانت هناك استعانة بسود من أجل تسويغ حكم العبوديّة وحكم تسلّط البيض على السود. وهذا الأمر موجود في بلادنا: الاستعمار الفرنسي اعتمد في الحكم على رجال دين محليّين (كان المفتي والبطريرك حاضرَيْن عند إعلان ولادة استعمار فرنسا لنا، يا فرحتنا). والطبقة التي حكمت لبنان بعد الاستقلال كانت أداة في مرحلة الاستعمار الفرنسي. المسلم والعربي يمكن له أن «يصل» إلى مراكز السلطة والنفوذ في الغرب لكن على أن يلتزم بصرامة بشروط حكم الرجل الأبيض وأن ينفِّذ المطلوب. أوباما كان أوّل رئيس أميركي أسود لكنّه كان من أقلّهم في التاريخ المعاصر تحدّثاً ضدّ العنصريّة. لم يكن كلام أوباما ضدّ العنصريّة إلا لتقريع السود والبيض معاً (مثل الذين تموّلهم الإمارات هذه الأيام كي يقولوا إنّ الإسرائيليّين والفلسطينيّين أخطؤوا وأنّه لا يجب تحميل طرف ضدّ آخر). أوباما جعل من عنصريّة جدّته البيضاء ضدّ السود مساحة مشتركة مع البيض: كي يقول لهم إنّ عنصريّة التسلّط الأبيض ضدّ السود تجري في عروقه. اللبناني الجنوبي فؤاد عجمي كان أوّل صهيوني عربي مُجاهِر: ونال وساماً رفيعاً من جورج بوش في البيت الأبيض. لم تكن له سلطة تقرير: كان يحسن كتابة ما يجول في خاطر الرجل الأبيض. وهذا دور مسموح به. نفِّذْ تصلْ.

0 تعليق

التعليقات