على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

محمد بن سلمان مقدام أم متهوّر؟ الحكم في ذلك يتوقّف على مآل حكمه. هو إما ينجح (بالقوّة والسلبطة العالميّة والرعاية الإسرائيليّة) ويصبح ملكاً لعقود مقبلة، أو سيُطاح به. وعندها، ستكون عاقبته وخيمة وقد يتدحرج رأسه في ساحة عامّة في الرياض. محمد بن سلمان ــــ وإلى درجة أقل محمد بن زايد ــــ يقتفي آثار نتنياهو في التعامل مع الحكومة الأميركيّة. كانت الحكومات الإسرائيليّة تمارس حياديّة تامّة في التعاطي مع الإدارات الأميركيّة ومع الحزبيْن المتداوليْن. لم يكن هناك في حزبَي العمل والليكود أي تعبير عن مفاضلة بين الحزبيْن. هذا جعل من السياسة الأميركيّة نحو إسرائيل مثالاً عن السياسة التي تحظى بإجماع الحزبيْن بصرف النظر عن هويّة الحزب الحاكم هنا. نتنياهو في انتخابات 2012 قلب المعادلة واقترب من تبنّي ترشيح الجمهوري، ميت رومني، ضد الرئيس الحاكم باراك أوباما. فاز أوباما وطبعاً لم يعاقب إسرائيل لأنّه كان من أضعف الرؤساء ومن أقلّهم قدرة على المبادرة، خصوصاً في السياسة الخارجيّة. وعندما توصّلت إيران وأميركا إلى الاتفاق النووي في عام 2015، شنّ نتنياهو حملة شخصيّة ضدّ أوباما من داخل الكونغرس. لم تعد العلاقة بين نتنياهو والحزب الديموقراطي كما كانت مذّاك. محمد بن سلمان في موقفه من الضخ النفطي اتّهم بايدن بممارسة الضغط عليه لأسباب انتخابيّة (وهذا سبب حنق بايدن) كما أنه رفض الطلب الأميركي، ما أوحى أنه يفضّل فوز الحزب الجمهوري. ليس سراً أن طغاة الخليج (خصوصاً في السعوديّة والإمارات) يفضلون ترامب على أي رئيس أميركي. لكنّ نتنياهو أغضبَ ترامب عندما كان من أوّل المهنّئين لبايدن بعد فوزه في الوقت الذي كان ترامب يعتبر نفسه الفائز. أصبح تأييد إسرائيل في أوساط أعضاء الحزب (لا في أوساط القادة) بضاعة خاصّة بالحزب الجمهوري. أعداد متزايدة من أعضاء الحزب الديموقراطي تنفر من إسرائيل. وفي الحزب الجمهوري أصبح تأييد السعودية والإمارات بضاعة خاصة بهم لأنّ إسرائيل تريد ذلك. طبعاً، لن يقطع أيّ رئيس أميركي العلاقة مع إسرائيل أو الطغاة، لكنّ الكيمياء لم تعد كما كانت.

0 تعليق

التعليقات