على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أنطوان نجم هو المنُظِّر الفاشي لحركة بشير الجميّل في لبنان. كان من الفريق الثلاثي الأقرب له (وضمَّ أيضاً جورج فريحة وشارل مالك). كان يكتب باسم «أمين ناجي» لأنّه كان موظّفاً في الدولة ويقبض معاشاً من دافعي الضرائب وهو يحرّض ضد أكثريّة السكّان في لبنان من غير المسيحيّين. كان مُلهم بشير ومُنسّق العلاقة مع الأكاديميّين الإسرائيليّين. هو من دعاة «المحاكاة الحضاريّة» بين لبنان وإسرائيل والتي لم ينطق بها قائد القوّات اللبنانيّة (فادي فرام) إلا بعد اغتيال بشير وسيطرة إسرائيل على قصر بعبدا في عهد أمين الجميِّل. في سنواتي في «الجامعة الأميركيّة في بيروت»، سمعنا عن أنطوان نجم أنّه المتعصّب والفاشي رقم واحد. أردتُ أن أقابله وجهاً لوجه. قابلتُه وأنا أعدّ ورقة بحثيّة (مستعيناً بعلاقات والدي في الدولة). لم يكن يخفي تعصّبه وإن كنتُ أظنّ أنّه في البداية ظنَّ أنّني من عائلة مسيحيّة، وعندما أدركَ خطأه حوَّرَ. سألته: كيف يتحدّث عن حزب وطني والحزب طائفي في التأسيس والعقيدة والهدف والقتال؟ أخبرني بكل جديّة أنه كان هناك عضو في الكتائب من عائلة طبّارة البيروتيّة المسلمة لكن المسلمين في محلّة البسطة أحرقوا منزله. قلتُ له: لماذا أحرق المسلمون منزله في محلّة البسطة؟ السؤال يطرح نفسه ردّاً على طرحك. أذكر أنني تيقنتُ من خلال شكل المبنى والطبقات تحت الأرض أنّ التصميم إسرائيلي، كما كان كل شيء في القوّات اللبنانيّة إسرائيليّاً (يظن انعزاليّو لبنان أنّ الكنية اللبنانيّة تحميهم من الخيانة حتى من العمالة لإسرائيل). أنطوان نجم لم يستفق من كابوس اغتيال بشير الجميّل بعد. يتذكّر كيف أنّ إيلي حبيقة حذّر جان ناضر من حبيب الشرتوني. حلم أنطوان نجم لم يكن له أي علاقة بالتوطين أو المقاومة الفلسطينيّة. حلمه كمنَ في ترسيخ نظام الطغيان الطائفي بالقوّة ووضع المسلمين، بالقوّة أيضاً، في موقع دونيّ في الدولة والمجتمع. كان يستشهد في حديثه بوضع المسيحيّين في التاريخ الإسلامي. أنطوان فتّال له.

0 تعليق

التعليقات