على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

يحلو لي أن أعودَ إلى صحف لبنان ما قبل الحرب. اقتنيتُ مجموعة رقميّة من بعضها لكتابة تاريخ حرب السنتيْن (بعد التقاعد). أخيراً كنت أقرأ في «النهار» في السبعينيّات. خلاصات: 1) أكيد أنّ الحكومة الأميركيّة كانت تدفع إلى بعض صحف لبنان من أجل الترويج للبرنامج الفضائي الأميركي (يقول نوم ـــ أو نعوم أو عبد المنعم بالعربيّة ـــ تشومسكي إنّ «ناسا» هي أكبر برنامج بروباغاندا على وجه البسيطة). تكتب «النهار» مثلاً عن حضور زنجي لحفل إطلاق صاروخ. أوّاه، على المساواة العرقيّة في أميركا. 2) كانت هناك حملة دفع سخيّة (من الغرب والخليج) لذمّ الشيوعيّة مماثلة لحملة الدفع السخيّة (من الغرب والخليج) اليوم ضد إيران والمقاومات. كانت تسخر من كلّ ما له علاقة بالشيوعيّة والاشتراكية وكانت تسخر من كمال جنبلاط. 3) كان جنبلاط يحيّد «النهار» ويتودّد إلى غسان تويني (يسمّيه «ابن التويني» لأنّ «أبناء العائلات» يتفاهمون ـــ العامّة ليسوا أبناء عائلات، إذ وُلدوا في الأزقّة. 4) القسم الثقافي كان يقرّر (بناءً على صداقات وعلاقات شخصيّة واعتبارات طائفيّة) مَن «المرموق» ومن الذي يستحقّ التنويه. المسلم الذي يكتب بالفرنسيّة يستحق التنويه دائماً. 5) كان المُتهم لو كان كرديّاً يُعيَّر بإثنيّته في عنوان الخبر. 6) «النهار» لم تكن جريدة معارضة إلا في النوادر. «المحرّر» كانت جريدة المعارضة الحقيقيّة ولقد نشأتُ عليها. تخيّل جريدة يُحرّرها شفيق الحوت وغسان كنفاني. «النهار» تماشي العهود إلا إذا عارضت توزير غسان تويني وعندها الويل للعهود. تويني ماشى عهد فرنجيّة إلى أن خرج تويني من الحكم وعاد وماشاه عندما أصبح وزيراً عام 1975. 7) كانت «النهار» تنشر الأخبار الكاذبة من قيادة الجيش عن بطولات للجيش في مواجهة إسرائيل (فضح صائب سلام في مذكّراته ذلك). «البطولات» الحقيقيّة للجيش في حينه كانت في قتال عناصر المقاومة الفلسطينيّة وبتنسيق أكيد مع إسرائيل (كانت هناك أقنية سريّة للتواصل بين كل رئيس لبناني وإسرائيل. 8) الجريدة كانت بوق التجّار والصناعيّين. 9) الجريدة مسؤولة عن الجهل والخَبل اللذيْن يرافقان أخباراً حقيقية ومتخيّلة عن نبوغ لبناني حول العالم.

0 تعليق

التعليقات