على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هذه الحرب الأميركيّة ــ الروسيّة لن تنتهي عمّا قريب. هي حرب الإصرار الأميركي العنيد على السيطرة العالميّة الكليّة. هتلر توحّش وأبادَ سعياً وراء السيطرة العالميّة، وأميركا تتوحّش باستمرار من أجل الحفاظ على سيطرتها العالميّة التي نالتها بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. لكنّ روسيا تخشى التفلّت الأميركي من أيّ معايير في الحروب. لا إنكارَ لأعمال قصف روسي أصابت مدنيّين، لكن لا ننسى: رمت أميركا من القنابل والصواريخ على العراق في اليوم الأوّل من الغزو أكثر مما رمت روسيا في الأشهر الثلاثة الأولى من حربها على أوكرانيا. والحساسيّة الليبراليّة ضد الحروب انتقائيّة وعنصريّة وإمبرياليّة. الليبراليّة الغربيّة ليست إلا الوجه الأقلّ قبحاً من الوحشيّة الأميركيّة العالميّة. الاتحاد السوفياتي سقط لأن حكّامه (خصوصاً غورباتشوف الذي وقع أسير إغواء النخب الليبراليّة في الغرب) رفضوا تحدّي الإصرار الأميركي على كسر شوكتهم. يروي مراد غالب (السفير المصري في موسكو أثناء حرب 1967) أنّ كوسيغن (رئيس الوزراء السوفياتي) ردّ على طلب لقيادة الجيش المصري بتزويده بقاذفات استراتيجيّة بالقول: لكنّ هذه الخطوة ستعتبرها أميركا تحدياً لها وتقع حرب أميركيّة ــ سوفياتيّة. هذه العقليّة قدّمت النصر لأميركا. كان يمكن لأميركا أن تكسب الشعب الروسي لو ركّزت كلّ عدائها، كما تفعل عادة في حملاتها لتغيير الأنظمة، على شخص بوتين. لكنّ الجنون الغربي وصل إلى حدّ العنصريّة ضدّ كل الروس: وهناك دول مثل فنلندا المعتدلة والحياديّة منعت السيّاح الروس من دخول أراضيها. الغرب يخلق إيديولوجيّة عداء ضدّه في وسط الشعب الروسي كما أن الصهاينة خلقوا إيديولوجيّة عداء ضد الصهيونيّة بين العرب. لم يميّز الغرب بين بوتين والشعب الروسي. هذا سيضمن ديمومة للصراع. أميركا أكثر تصميماً من قبل على منع أي منافسة لسيطرتها العالميّة المحكمة على مقدّرات الكون. هذه حرب طويلة وستشهد تصعيداً مباشراً في مسرح الحرب، وفي مناطق أخرى من ضمن حروب الواسطة. لقد أصبح قول ذلك كليشيهاً ممجوجاً، لكن العالم تغيّر إلى غير رجعة. والغرب أخطأ أيضاً في عدم تحييد الصين. ضمنوا كتلة عملاقة متراصّة ضدّهم.

0 تعليق

التعليقات