تونس | رغم انشغالهم بالشؤون السياسية الداخلية ومخاطر الإرهاب التي تتنامى كل يوم والأزمة الاقتصادية الخانقة، لم ينس التونسيون تعلّقهم بالقضايا القومية، وخصوصاً فلسطين. منذ بدء العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع، ارتبك موسم المهرجانات وأصبحت العروض الفنية ــ حتى المهمة منها ــ بلا طعم! وللمرّة الأولى منذ سقوط النظام السابق، تراجعت متابعة الفضائيات التونسية لمصلحة زميلتها العربية الإخبارية لمتابعة تفاصيل الجرائم الصهيونية المستمرة على القطاع منذ أيّام. فايسبوك مثلاً (يفوق عدد مستخدميه في تونس المليون»، يشهد منذ أيّام دعوات لافتة تروّج لضرورة تعليق فعاليات المهرجانات الفنية في البلاد. دعوة، أخذت بالاتساع يوماً بعد يوم، مع زيادة الجرائم التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية بحق الفلسطينيين (عدداً وفظاعة).
ويُتوقّع فعلاً تعليق العروض الفنية كما حدث في حزيران (يونيو) عام 1982 حين اجتاحت إسرائيل لبنان، وخصوصاً في ظل عدم صدور أي بيان رسمي في هذا الشأن عن وزارة الثقافة حتّى كتابة هذه السطور. علماً بأنّ الحكومة التونسية قاطعت احتفالات السفارة الفرنسية بالعيد الوطني الفرنسي بسبب موقف باريس من الحرب على غزة. يذكر أنّ الشارع التونسي يشهد حراكاً واسعاً على شتى الصعد منذ بدء الحرب، بخلاف الكثير من الدول العربية.