على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

اليونيفيل لن تتوقّف عن «الحركشة». مهمتها منذ الأساس التجسّس والتخريب وسند جيش العدوّ. كان الهدف الأولي مصوّباً ضد منظمة التحرير في الجنوب (بالمناسبة، كانت أكثر قوى الحركة الوطنيّة تعتبر أنّ مهمة الدفاع عن الجنوب منوطة بالمقاومة الفلسطينيّة وحدها فيما كان دورها يتركّز على الهتاف والتهييص والتهريج— تذكر أنّ توفيق سلطان ووليد جنبلاط وإبراهيم قليلات كانوا من قادة الحركة). اليوم إسرائيل تريد تغيير قواعد اللعبة وهي تطالب بذلك من زمن. وفي لبنان، يدخل مروان حمادة (الذي لم يقع على موقف إسرائيلي نحو لبنان لم يؤيّده منذ عام 2004 على الأقل ــ وقبل ذلك في السرّ) على الخطّ ويدلي لـ «الشرق الأوسط» بحديث يطالب فيه ـــ بما معناه ــ الحدّ من قدرة أهل الجنوب على الدفاع عن أنفسهم. أشكّ أنّ حمادة هذا قد وطأ أرض الجنوب، أو أنّه زار متحف مليتا، أو أنه شارك الجنوبيّين فرحتهم لنصر تمّوز. حمادة على العكس من ذلك. هذا شارك إسرائيل أساها على هزيمة تمّوز، وكان يظهر واجم الوجه عندما توالت أخبار النصر في تموّز. مروان حمادة ــ بالصدفة ــ يريد من إسرائيل أن تطمئن إلى أنّ الجنوب يُستباح لها، وأنّ أي سلاح موجّه ضدها يصادر. لا للتخوين طبعاً، لكن مروان حمادة ظهر لنا على حقيقته في وثائق ويكيليكس. مروان حمادة يريد الفصل السابع: أي أنّه يريد من القوات الدولية أن تستعمل القوّة لحماية… إسرائيل. لا للتخوين لكن مروان حمادة يبدو شديد القلق على أمن إسرائيل، وهذا طبعاً موقف عفوي له لأنه لا يمكن لحمادة هذا ـــ الذي له تاريخ طويل مع رفيق دربه وليد جنبلاط في التخطيط لعمليّات ضد الاحتلال الإسرائيلي على موائد رفيق الحريري والديبلوماسيّين الغربيّين ـــ أن يناصر إسرائيل. اليونيفيل هي بديل عقيم عن دور مرسوم للجيش اللبناني لمحاربة أهل الجنوب. لكن قيادة الجيش مهما تمادت ومهما خُيِّل لها أنّ الدعم الغربي سيقوّي من عضيدها بطائرات سوبر توكانو (سوبر، مش عادي؟ يعني مثل ما تقول مسحوق برسيل سوبر)، فإنها تعلم بأنّ عليها التواضع.

0 تعليق

التعليقات