إلى قلب تشيلسي، الحيّ الفاخر من العاصمة البريطانيّة، يعود ــ بعد غياب قسري بسبب جائحة كوفيد 19 ــ معرض «فيرستس لندن» للكتب النادرة الذي تنظّمه «جمعية بائعي الكتب الأثرية» (ABA) ويعدّ من تظاهرات جمهور الكتب النادرة الأكثر شعبيةً وشهرةً في العالم. يلتقي الحدث في دورة هذا العام التي تحمل الرقم 65 جامعو الكتب النادرة من التجّار المحترفين والهواة المدمنين، إضافة بالطبع إلى الفضوليين الذين يحبّون تصفّح الكلاسيكيات المستعملة والمخطوطات المتفرّدة. ويشارك في نسخة 2022 التي ستتفتح في 15 أيلول (سبتمبر) الحالي للمتخصّصين في قاعة «غاليري ساتشي» في تشيلسي 120 تاجر كتب نادرة دولياً، منهم 49 يشاركون للمرّة الأولى، على أن تستمرّ بعدها لثلاثة أيّام أخرى مفتوحة للعموم. ثيمة المعرض هذا العام هي «الكتب المحظورة» واستوحيت من الذكرى المئوية الأولى لنشر «يوليسيس»، رواية الإيرلندي جيمس جويس وأحد أشهر الأعمال الأدبيّة الخاضعة للرقابة في العصر الحديث. ونقلت صحف لندن عن رئيس «جمعية بائعي الكتب الأثرية»، بوم هارينغتون، قوله: «الآن هي فرصة مثالية للاحتفال بـ «يوليسيس» وغيرها من الأعمال التي تم قمعها أو حظرها أو أدّت إلى نبذ مؤلّفيها بسبب تعبيرهم عن وجهات نظر كانت مختلفة عمّا كان مقبولاً ومألوفاً عند ظهورها للمرة الأولى. يميل المرء إلى التفكير في الأعمال المحظورة كقضية تنتمي لعصر آخر، لكنّه موضوع لا يزال معاصراً للغاية ويستحق تسليط الضوء عليه».
وبالإضافة إلى أمثلة على «الكتب المحظورة» عبر القرون من الروايات وغيرها، سيقدّم العارضون كنوزاً من الكتب النادرة والتذكارات والخرائط والمخطوطات المزخرفة ونماذج التجليد الفنّي الدقيق والرسوم التوضيحية والخرائط والوثائق التاريخية والنشرات المطبوعة وأوراق اللعب القديمة. ومن بين أبرز ما سيعرض، نسخة من الطبعة الأولى لكتاب كوبرنيكوس عن الأفلاك، ونسخة موقّعة من المؤلّف من الطبعة الأولى لرواية «عشيق الليدي تشاترلي» لديفيد هربرت لورانس، والطبعة الأولى باللغة الروسية لرواية «الدكتور جيفاغو» لبوريس باسترناك، وكذلك نسخة نادرة لطبعة من «يوليسيس» تعود للعام 1933 مزيّنة بلوحة ملوّنة مطبوعة على حافة الصفحات.