على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أميركا تضخّ البروباغندا على مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربيّة والفارسيّة؟ غير ممكن! هذه من أفعال روسيا والصين فقط. لكن اليوم أُعلن أنّ «فايسبوك» و«إنستغرام» و«واتسآب» و«تويتر» أزالت («على اللس» ومن دون إعلان) شبكات بثّ تأثير ودعاية تابعة للحكومة الأميركيّة. طبعاً، الشركات المذكورة عثرت على عمليّة ضخ نفوذ واحدة وهناك المئات والآلاف غيرها. والخبر جاء بناءً على تحقيق لباحثين في «جامعة ستانفورد» وشركة «غرافيكا». أهميّة الحدث أنّه يدحض فكرة أنّ ضخّ الدعاية هو حكر على أنظمة مثل الصين وروسيا وإيران، وكأنّ حكومات الغرب في منأى أو أنّها لا تنزل إلى هذا المستوى من الدعاية الصفيقة. والعمليّة استمرّت لخمس سنوات قبل كشفها، وهي روّجت لحكومة أميركا وضخّت ضدّ روسيا وإيران والصين. والطريف أنّه تم العثور في الحملة على مقولة إنّ حكومة إيران تحرم الشعب الإيراني من القوت كي تدعم حزب الله: ولقد رأينا هذه الحملة على صفحات إعلاميّين في لبنان وغيرها. ليس من شغل بالمجّان. واللغات التي استعملتها الحملة، سبع منها العربيّة والفارسية والروسية والأردو. واستعملت الحملة عبارة «إمبريالية» في حديثها عن روسيا. لم يكن ذلك مفاجئاً: الحكومة الأميركيّة ضخّت باللغة العربيّة فكرة أنّ روسيا هي الإمبرياليّة وليست أميركا (على أميركا أن تشرح لماذا تحتاج الإمبريالية الأميركية إلى 800 قاعدة عسكرية حول العالم فيما تكتفي روسيا بقاعدة واحدة حول العالم). والترويج لوكالة التنمية الأميركية على الصفحات هو جزء من العمليّة الظريفة. وهذه المرّة الأولى التي تعمد فيها وسائل التواصل إلى إزالة آثار بروباغندا الحكومة الأميركيّة. حتى لعبة دعم هاشتاغات تفيد أميركا وإسرائيل هي من ضمن العمليّة. طبعاً، رفضت الحكومة الأميركيّة بشخص الناطق باسم البنتاغون التعليق: لا، هذا شغل روسيا والصين. أميركا لا تضخّ بروباغندا. عند أميركا (والمواقع «المستقلّة» التي تموّلها) الخبر اليقين. «يوتيوب» اعترف بأنّه أزال أقنية (من ضمنها ناطقة بالعربيّة) تروّج للسياسة الأميركية الخارجيّة. وتضمّنت العمليّة أخباراً كاذبة: الغريب أنّ المواقع «المستقلّة» عندنا تدحض أخباراً كاذبة تنسبها إلى روسيا، ولكن ليست تلك الأميركية المصدر. لماذا يا ترى؟

0 تعليق

التعليقات