على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لو كنتَ مكان فؤاد السنيورة، ألا تختفي وتتمنّى لو أن تشنقّ الأرض وتبتلعك ولو مرّة في السنة في ذكرى حرب تمّوز؟ أي عاقل غيره كان سيتمنّى ذلك حتماً. لو كنتَ مكانه، لَكنتَ في ذكرى تمّوز تغرف من الملايين المكدّسة في حوزتك (وكلّها مجنيّة بعرق الجبين والمال الحلال والماء الزلال) وتهرب في يخت على الشاطئ اللازوردي كي تنعم بصيف هانئ. لكنّ السنيورة وقح، ووقاحته تجعله يُمعن في تذكيرنا بشنيعته في حرب تمّوز، وهي كافية كي تُدخله التاريخ من أبواب دخلها قبله إميل إده وبيار لافال. لا نحتاج إلى انتظار الإفراج عن الأرشيف بعد عشرين سنة أو أكثر كي نتبيّن دور السنيورة في حرب تمّوز. شهادات كُتبت عن الحرب في لبنان وخارجه تؤكّد أنّ مواقفه ترافقت وتطابقت مع موقف العدوّ الإسرائيلي (أليس مضحكاً أنّ السنيورة لا يزال يشير إلى إسرائيل بالعدوّ؟ لكن كلّ أعداء مقاومة إسرائيل في لبنان يفعلون ذلك وكأنّ أمر العمليّات الذي يصدر لهم يذكّرهم: عليكم بخدمة أجندة إسرائيل لكن استهلّوا مواقفكم بالإشارة إلى أنّ إسرائيل عدوّ وذلك لإضفاء الصدقيّة القوميّة العربيّة على المواقف القوميّة الصهيونيّة). المراجع الإسرائيليّة والأميركيّة تؤكّد أنّ التحالف الأميركي ــ الإسرائيلي كان يصرّ على الحفاظ على السنيورة رئيساً للحكومة وعدم إلحاق الضرر السياسي به. لا بل إنّ الطرفين الإسرائيلي والأميركي كانا يتناقشان في كيفيّة خدمة السنيورة ــ لا للسبب غير أنّه كان قوميّاً عربيّاً في شبابه ومن المعلوم أنّ أميركا وإسرائيل تحبّان القوميّة العربيّة حبّاً جماً. السنيورة ذكّر بأنّ القرار الدولي 1701 هو الذي أوقف الحرب. صحيح، يا فؤاد. والقرار هو الذي أذلّ العدوّ على أرض المعركة وهو الذي منعه من التقدّم على أرض الجنوب، والقرار هو الذي جعل من هزيمة إسرائيل مادة للتدريس في الكليات العسكريّة الأميركيّة. ومع أنّ القرار هو أميركي الصنع، فإنّك تزهو به كما كان إميل إده يزهو بعظمة المحتلّ الفرنسي. وفي ذكرى الحرب، يريد السنيورة التذكير بأنّ جيش لبنان بتسليحه الأميركي المتطوّر يكفي كي يهزم إسرائيل. لا للتخوين.

0 تعليق

التعليقات