على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

وتستمرّ الرقصة المزعجة والمنفرة بين وليد جنبلاط وحزب الله. الحزب، كما هو معروف، يولي مصالح نبيه برّي وحساباته على أي مصلحة، تقريباً. لكن الحزب سبق برّي في احتضان جنبلاط ورفعه وتنصيبه. النظام السوري والحزب مسؤولان بصورة مباشرة عن ظاهرة وليد جنبلاط. كان جنبلاط، كما هو معروف، يتلقّى مرتّبات مرتفعة من قبل النظام السوري (المعروف ببخله) والنظام الإيراني (المعروف بسخائه). وبعد اغتيال الحريري، شنّ جنبلاط هجمات عنيفة ضدّ الحزب. وفجأة، كشف جنبلاط عن وجهه الحقيقي: ليس من تقلّبات لوليد جنبلاط. موقعه الحقيقي في خانة بوش وهادلي وديفيد هيل وفيلتمان. وكل مواقفه الأخرى في الحركة الوطنيّة وفي دعم المقاومة كانت تمثيلاً في تمثيل من قبله. الخطبة التي ألقاها جنبلاط بالفرنسية في جامعة اليسوعيّة بعد اغتيال الحريري هي جنبلاط الحقيقي، كما مقابلته الشهيرة مع ديفيد اغناطيوس عندما اعترف بأنّ غزو العراق ألهمه بحب الديموقراطية الحربيّة ونبذ المقاومات. وبُعيد اغتيال الحريري، أدلى جنبلاط بتصريح عابر أشاد فيه بأرييل شارون وجزم بأنّ حلّ القضيّة سيكون على أيدي… شارون ومحمود عبّاس. وحُلت القضيّة الفلسطينيّة مذّاك. وأذكر بعد اغتيال الحريري والتحضير للانتخابات النيابية التي أمر جيفري فيلتمان بإجرائها فوراً للإفادة من زخم 14 آذار، بأنّني سألتُ مسؤولاً رفيعاً في الحزب (وبحضور مسؤول أرفع منه): كيف يمكن أن تتحالفوا مع جنبلاط بعد كل ما قاله؟ فما كان من المسؤول إلا أن أجابني: «لا، لا. السيّد يمون على جنبلاط». لم تستمرّ المَوْنة حتى يوم الانتخابات، إذ إنّ جنبلاط رحلَ بعيداً بعدها وكان رأس حربة ضد المقاومة في حرب تمّوز (حين كان وجهه مكفهرّاً طيلة أيام الحرب: تخيّل مواطناً لبنانياً يتعكّر مزاجه لأنّ جيش العدوّ يتعرّض للإذلال على أرض المعركة) وفي استفزاز 7 أيّار. وجنبلاط عاد إلى نفس اللعبة: نفّذ المؤامرة السعوديّة أثناء التحضير للانتخابات، لكنّه أفاق بعدها ويريد الاجتماع بحزب الله. وكالعادة، يهرع الحزب إلى ملاقاته ويرسل إليه وفداً رفيعاً لأنّه يأمل حتى يوم الدين أن يعود جنبلاط إليه. لن يعود.

0 تعليق

التعليقات