على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

إنّها حرب باردة جديدة. آلة الحرب الأميركيّة تجنِّد كلّ الإعلام لإقناع الشعب الأميركي بجدوى هذه الرعاية المجنونة للحرب في أوكرانيا. لا نعلم حجم المساعدات الأميركيّة إلى أوكرانيا لكنّها باتت قريبة من رقم الميزانيّة العسكريّة لروسيا. كلّ أسبوع تقريباً، هناك إعلان عن حجم مساعدة جديد. السخاء الأميركي لأوكرانيا لم يسبق له مثيل. إسرائيل غير مرتاحة لهذا الدعم الأميركي غير المحدود. اللوبي الإسرائيلي في حيرة من أمره: كيف يستطيع أن يجنّد ويعبِّئ كما يحصل لأوكرانيا؟ لوبي الحرب الأميركي لم يعد يكترث لأخطار موهومة من الجيش المصري أو العراقي أو السوري. أصبحت هذه الجيوش إما مدمَّرة بالكامل أو خاضعة للسيطرة الأميركيّة كما معظم الجيوش العربيّة التي تُسيّرها أميركا باسم محاربة الإرهاب. الحزبان الجمهوري والديموقراطي يتنافسان في إظهار الحب والولاء لقضيّة الحرب في أوكرانيا. لكنّ الإعلام الليبرالي هو سيّد الشحن المستمرّ من أجل المزيد من الدعم. أسلحة بالمليارات تتدفّق إلى أوكرانيا كلّها من أجل تقويض نفوذ روسيا وقوّتها. تعوّدت أميركا في عهد يلتسن على طاعة روسيّة مطلقة، وكان بوتين مستمرّاً على هذا النهج حتى قبل نحو عقد. بدأ التبرّم بعد الحرب الأميركيّة الوحشيّة على ليبيا (ليبيا بلد مُدمَّر ولن ينهض قبل سنوات وعقود بسبب الحرب الأميركية عليه والإعلام العربي يتحدّث عن الخلافات هناك من دون إشارة إلى حرب حلف شمال الأطلسي هناك). فقط أقصى اليسار وأقصى اليمين يعارضان هذا الحماس للحرب. أوكرانيا لن تنتصر والشعب الأميركي يئنّ تحت وطأة وضع اقتصادي صعب وتضخّم لم يحصل إلا قبل أربعين سنة. التململ بدأ لكنّه بطيء. الصحافة الليبرالية، خصوصاً الـ «نيويورك تايمز» بدأت بنشر مقالات عن إمكانية النصر الأوكراني. تقرأ المقالة وفيها: تعرّض جسر لقصف أوكراني أو مخزن ذخيرة روسي تعرّض للقصف. هذه دلائل بشائر النصر الأوكراني. أميركا تخوض حربيْن لا حرباً واحدة: حربٌ على الصين لأنها المنافس الأكبر وحرب على روسيا لأنها الخطر الداهم الأكبر الآن. لكن رويداً قبل إبداء الحماس العربي لروسيا: بوتين لا يزال يرعى القصف الإسرائيلي في سوريا.

0 تعليق

التعليقات