على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

«حلّوا عن» أمبر هيرد. كأنّ الحركة الذكورية العالميّة قرّرت أن تستغلّ محاكمة هيرد من أجل توجيه سهامها إلى الحركة النسويّة حول العالم. وحركات النسويّة تلقى استفظاعاً واحتجاجاً في كلّ أرجاء الأرض. صعود الحركات النسويّة ترافق مع حركات رجاليّة ذكوريّة رجعيّة تحظى دوماً برعاية من مرجعيات دينيّة وأحزاب يمينيّة. بسرعة تحوّل جوني ديب (الممثل الأميركي واسمه يتيح للقارئ العربي أن يخال أنّه من عائلة ديب—مثل حكمت ديب—اللبنانيّة) إلى محط أنظار وتعاطف عالمي (ومن نساء أيضاً ممن ينقمن على الحركات النسويّة). لا شكّ في أنّ العلاقة بين هيرد وديب لم تكن صحيّة أو سويّة. لكنّ ميشيل غولدبيرغ ذكّرتنا في «نيويورك تايمز» ببعض الحقائق: ديب أرسل إلى صديق يقول له إنه يريد أن يقتلها ثم يمارس الجنس مع «جثّتها المحروقة للتأكد من موتها». هناك مشهد مُسجّل لجوني ديب وهو يحطّم في خزائن المطبخ فيما تحاول هيرد أن تهدّئ من روعه. في تسجيل آخر، هناك هيرد تقول لجوني ديب أن يطفئ سجائره على شخص آخر فيما هو يجيب: «اخرسي أيتها المؤخّرة السمينة». هو اعترف بضربها برأسه وهي حاولت أن تحصل على قرار محكمة للحدّ من اعتداءاته. لكنّ المواقع اشتعلت بالكراهية ضد هيرد وخبراء المواقع لاحظوا أكثر من مليون حساب تضخّ الكراهية ضدّها. غولدبيرغ (وقد عرفتُها بعد 11 أيلول عندما غطّت بكفاءة وحساسيّة نادرتيْن العداء ضد العرب والمسلمين في أميركا بعد 11 أيلول عندما كانت تكتب في موقع «سالون») تعتبر أنّ محاكمة هيرد هي مرثيّة لحركة «وأنا أيضاً». شعر الرجال في العالم بضرورة التضامن ضد قدرة المرأة على محاكمة—أو التشهير بـ —معتدين ومغتصبين. وحركة «أنا أيضاً» قوّضت سلطة رجال أقوياء في السياسة والأعمال والفنّ. لم تكن الصحافة تجرؤ، في إسرائيل أو الغرب، أن تتحدّث عن تاريخ من الاعتداءات الجنسيّة والاغتصاب من قبل شمعون بيريز (هناك وثائقيّ ترويجيّ عنه في نتفليكس). أمبر هيرد لم تكن صديقة مثاليّة، لكنّ ضخّ الكراهية ضدّها هو كراهية ضد النساء جميعهنّ.

0 تعليق

التعليقات