يوم السبت الماضي، قدّم الفنان صبري مصباح (1982) في ثالث ليالي «مهرجان الحمامات الدولي» (لغاية 19 آب/ أغسطس 2022) سهرة جمع فيها بين قديمه وجديده. الشاب المولع بالغيتار وموسيقى الجاز والروك والبلوز المتجذّر في تربته التونسية، أكد في عرضه الجديد أنه وجد طريقه إلى قلب الجمهور الذي تفاعل مع أعماله، وغنّى معه بعض المقاطع. «مش مني» و«يا روحي» و«ها وليدي» و«سيد الأسياد» وغيرها، قدّمها مصباح بقالب الروك، فيما كانت أغنيته «ما نسيت» أكثر ما ردّده الحاضرون.
راهن صبري على مجموعة من الموسيقىين الشباب، وهم: ندى محمود، صحبي بن مصطفى، نصر الدين الشبلي، محمد الخشناوي، هادي الفاهم، مروان سلطانة، سليم عرجون، يوسف سلطانة ومحمد بن صالحة. كما استضاف على الخشبة الفنان الشعبي عبد الكريم البنزرتي الذي رافقه في أداء أغنيته «كفاية» بتوزيع جديد، قبل الختام مع «دلوني» برفقة مغني الراب «ماسي». خلافاً لوالده صلاح مصباح الذي يُلقَّب بأنّه «صاحب حنجرة ذهبية»، اختار صبري مساراً مختلفاً بعيداً عن الطرب، إذ انحاز إلى النمط الغربي موظّفاً الإيقاعات التونسية، فبدت موسيقاه أشبه بروك محلّي.
يُعدّ صبري مصباح أحد الموسيقيين التونسيين المنفتحين على موسيقات العالم، وما نجاح عرضه في «الحمامات» إلا تأكيد لكسب القائمين على المهرجان الرهان. وهم الذين لطالما عوّلوا على التجارب والرؤى الموسيقية الجديدة منذ تأسيس الحدث في منتصف ستينيات القرن الماضي.