على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هكذا، وبخفّة وهزل، اعترف جون بولتون (مستشار الأمن القومي السابق في عهد ترامب) في مقابلة تلفزيونيّة بأنّه كان ضالعاً في التحضير لانقلابات في العالم. ليس من مفاجأة أو سرّ في الاعتراف. لم تتوقّف أميركا منذ الحرب العالميّة الثانية عن انتهاج خط: المحافظة على كلّ الأنظمة المطيعة ــــ مهما كانت متوحّشة وظالمة ـــ والعمل الدؤوب على تغيير الأنظمة التي لا تكون مطيعة مهما كانت نزيهة وديموقراطيّة ومسالمة. سياسة أميركا الخارجيّة هي مدرسة في السياسة الواقعيّة في العلاقات الدوليّة: ليس من مبادئ ثابتة أو عقيدة ما، ولا حتى معاداة الشيوعيّة. لم تجرِ انتخابات في العالم منذ الحرب العالميّة الثانية لم تتدخّل فيها أميركا. لا نتحدّث هنا فقط عن انتخابات العالم الثالث بل حتى عن الانتخابات في الدول الأوروبيّة واليابان وكوريا الجنوبيّة. أميركا سعت ــــ ولا تزال ــــ منذ الحرب العالمية الثانية إلى فرض سيطرتها العالميّة بأي ثمن ومن دون اعتبار للحياة والرفاه لشعوب العالم. جولة بايدن نموذجاً: يزور بايدن دولة اعتبرها دولة مارقة ووصف حاكمها بأن ليس له من صفة حسنة. هو يذهب من أجل عقد معاهدات أمنيّة مع الدولة الأكثر استبداداً في العالم. هو يتذرّع بإسرائيل: بأنّ مراضاته لحاكمَي السعوديّة والإمارات هو من أجل إسرائيل التي تكنّ مودّة خاصّة للحاكمَيْن. لا، هي مصلحة الإمبراطوريّة الأميركيّة في مساندة طغاة يتمتّعون بأفضل الصفات: صداقة وتحالف مع إسرائيل وخضوع للإملاءات الأميركيّة في الصراعات الدوليّة. أميركا هي المسؤولة أكثر من غيرها عن معظم الحروب والقلاقل والنزاعات على كوكب الأرض منذ الحرب العالميّة الثانية. لقد تنافست أميركا مع شرور الاستعمار الأوروبي الغربي. هي ورثته وبنت عليه، لكن من خلال بروباغاندا فاعلة. جون بولتون يزهو بالعمل على تغيير الأنظمة. وليس هناك من نظام في العالم استبدلته أميركا بأحسن منه. ولا استثناء لهذه القاعدة. ولو كان هناك نزاعان بين دولتيْن، اليقين بأنّ أميركا ستساند الأسوأ بينهما. «واشنطن بوست» تبرّمت من اعتراف بولتون. قالت إنه يضرّ بـ «السياسات (أي الانقلابات) حسنة النيّة». تقول بـ «احتلال إيراني»؟

0 تعليق

التعليقات