على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

فولوديمير زيلينسكي بات يزعجني كثيراً. هو مزعج أصلاً لكنّ إزعاجه يزداد. كلّ رجل (كلّهم رجال) يختاره الغرب في دول العالم ويجعل منه بطلاً يكون عادة أبعد ما يكون عن البطولة. عادةً، هذه الإمبراطورية الحربيّة تطلق وصف «رجل الدولة» على كلّ الخانعين والمطيعين والذليلين من ساسة العالم. تذكرون كيف أنّ إدارة بوش أطلقت وصف «رجل الدولة» على فؤاد السنيورة. الطريف أنّ السنيورة انتشى باللقب وبات يصف نفسه بـ «رجل الدولة» (بجدّ). رجل الدولة في العالم العربي هو الذي يحوز على رضى إسرائيل ورضى حكومات الغرب. وإعلام الغرب المطيع للحكومات يسير في مسار إمبراطورية الحرب ويجعل من الخانعين أبطالاً. كل يوم يطلّ زيلينسكي في خطبة ويُطلق الأكاذيب. بيانات وتصريحات عن مقاومات بطلة ضد الجيش الروسي. هل رأينا تظاهرة حاشدة واحدة في مناطق سيطرة الجيش الروسي؟ أنا شخصياً لم أرَ. أكاذيب عن تعثّر الجيش الروسي في اجتياحه ثم فجأة تقرأ أنّهم يسيطرون على القسم الشرقي من البلاد. كيف استطاع الجيش المهزوم أن يتقدّم فجأة وماذا حلّ ببطولات الجيش الأوكراني؟ أقول لكم، والحقّ أقول لكم: زيلينسكي لا يكتب خطبه. هناك شركة علاقات عامّة ملزّمة من الحكومة الأميركيّة (على الأرجح هي «لينكولن غروب») تكتب خطب الرئيس الأميركي. نحن نعلم من الصحافة هنا أنّ هناك شركة علاقات عامّة تكتب خطب سفيرة أوكرانيا في الولايات المتحدة. الجيش الأوكراني لا يقود الدفاع عن أوكرانيا: المخابرات الأميركية والقيادة العسكريّة الأميركيّة هما اللتان تقودان الجيش الأوكراني وتنتقيان الأهداف وتأمران بالقصف. الحرب في أوكرانيا هي حرب روسيّة ــ أميركيّة. وأميركا، كعادتها في حروب الواسطة، تستعمل شعوباً أخرى وقوداً في مشاريع سيطرتها على العالم. هذه ليست جملة عابرة: أميركا تسعى منذ انتهاء الحرب العالميّة الثانية إلى إحكام السيطرة على العالم كلّه. هي في هذا أكبر طموحاً من هتلر. لا حدود لمشاريع السيطرة الأميركيّة على العالم. الشعب الأوكراني سيكتشف، كما اكتشف الشعب الأفغاني متأخّراً، أنّ أميركا لا تكترث لمعاناته وهي مستعدّة أن تضحّي به لتصفية حسابات توسّعية.

  • دبلوماسيو آخر زمن: سفراؤنا سفهاؤنا

0 تعليق

التعليقات