على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

استغربت عائلة الضحيّة شيرين أبو عاقلة أنّ وزارة الخارجية الأميركية لم تجزم بمسؤوليّة جيش العدوان الإسرائيلي عن قتل شيرين. كانت عائلة أبو عاقلة تتوقّع أن تأخذ الحكومة الأميركيّة موقفاً حازماً وتشهّر بإسرائيل حول العالم وتقتطع من المساعدات السنويّة الهائلة للكيان. عائلة أبو عاقلة وسلطة عصابة الفساد والسرقة والتنسيق الأمني في رام الله ما كان يجب أن تقبل أصلاً بتسليم الرصاصة القاتلة إلى الحكومة الأميركيّة. تسليم الرصاصة كان بنفس غباء حكومة لبنان التي تعتمد على وساطة أميركيّة (بشخص مواطن إسرائيلي ــ أميركي) من أجل أن يحصل لبنان على حقوقه من… إسرائيل. أيّ تعويل على نزاهة أو إنصاف أميركي هو الغباء بعينه. وزارة الخارجيّة الأميركيّة تذرّعت بحالة الرصاصة وأنّ فحصها لم يسمح بالجزم (لو كانت الرصاصة عربيّة لكانت الوزارة قد حسمت بالجزم وأفتت أنّ الشعارات المكتوبة عليها أتت من إيران)، لكنّها اعترفت بأنّ الجيش الإسرائيلي كان مسؤولاً «على الأرجح». الملاحظ أنّ الحكومة الأميركية تعتاد أن تجزم وتقطع وتحسم إلا في ما يتعلّق بإسرائيل. وهي في ذلك مثل حالة منظّمات حقوق الإنسان الغربيّة: هي دائماً تغلّف تقاريرها عن خروق إسرائيل بعبارات التخفيف والتقليل والترجيح. آن الأوان للعرب كي يتوقّفوا عن مناشدة الحكومة الأميركية ـــ أو أي جهة غربيّة بما فيها سويسرا والسويد ـــ للتحكيم في قضاياهم مع إسرائيل. شيرين أبو عاقلة من أنشط المراسلين والمراسلات وهي تعلّم كلّ الكسالى من المراسلين والمراسلات الغربيّات في أصول المهنة. تستطيع أن تكون مهنيّاً وأن تنحاز للإنسانيّة، كما كانت شيرين أبو عاقلة. ومحطة «الجزيرة» ـــ بصفة قطر الجديدة كحليف بارز لأميركا من خارج الـ «ناتو» ـــ منتشية بالقرب من الـ «ناتو» وهي تغطّي الجبهة الأوكرانية كأنّ الإخوان على وشك السيطرة على الحكم هناك. ومحطة شيرين أبو عاقلة لا تزال تفرض ظهور دعاة العدوان الإسرائيلي من باب الرأي والرأي الآخر، وكأنّ أكذوبة الإعلامي الحيادي في المحطة لا تزال تنطلي.

0 تعليق

التعليقات