على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الرجعيّون في بلادنا ــــ وما أكثرهم وأثقل دمهم ــــ يريدون أن نظنّ أنّ العهد الناصري كان عهد القحط الثقافي. حسناً، لنراجع السجلّ. الأكاذيب تملأ الشاشات. هم أشاعوا (في مسلسل «صباح» من إنتاج «صبّاح إخوان» في لبنان وبثّ شاشة «المستقبل») أنّ صباح مُنعت من زيارة مصر في العهد الناصري. هذا طبعاً كذب. كانت تزور مصر باستمرار في الستينيّات وما قبل. كنّا نزور مصر في الستينيّات (وكنتُ طفلاً) وأحمل أجمل الذكريات. في الفن: كانت السينما والرقص (على أنواعه بما فيه «فرقة رضا للفنون الشعبيّة») في أحسن حال. أفضل الأفلام المصريّة كان في تلك الحقبة وفيلم «ميرامار» تجرّأ في النقد السياسي بعد النكسة (وشاهدناه في مصر في حينه). كانت القاهرة تعجّ بالمسرحيات والعروض، وكان الغناء في عصره الذهبي. وكلّ الكتّاب والفنانين الذين هجوا عبد الناصر في عصر السادات ومبارك (مثل فاتن حمامة ومحمد عبد الوهاب وأنيس منصور ــــ خصوصاً أنيس منصور ــــ وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ) كانوا قد أبدعوا في عصر عبد الناصر لا في عهد أسلافه وكانوا ــــ كلّهم ــــ قد كالوا المدائح لعبد الناصر. الفن والثقافة والإعلام لم تكن بعد عبد الناصر كما كانت في عصره. عصر السادات: ماذا نتذكّر من فنه؟ أكاذيب فيلم «الكرنك» أو سلسلة أكاذيب مصطفى أمين («سنة أولى سجن» وسنة مئة سجن وهي مستوحاة من الأفلام الأميركيّة) أو فيلم «إحنا بتوع الأوتوبيس» (روى لنا حنا بطاطو أن الجمهور المصري كان يصفّق لمشهد ظهور عبد الناصر في فيلم كان مُعدّاً للتحريض ضد عبد الناصر وزمانه). عمر الشريف الذي كان يسخر من عبد الناصر، لم يكن سيسمع به أحد لولا إطلاقه في العصر الناصري. الفنانون في مصر ضعاف النفوس بصورة عامّة: يُفتنون بكل حاكم يأتيهم. عادل إمام أسوأ الموجود: يرى صفات حسنة في كل حاكم مرّ ولو كان هؤلاء يمثّلون عقائد ومبادئ متناقضة. والسادات أحبّ الفن والفنانين لأنّه كان مهرّجاً بامتياز. عبد الناصر هو الذي ابتكر تكريم الفن والفنانين لكن أيّ إشارة إلى إنجازات عبد الناصر تُقابل بالاستهجان.

  • محمود زبيب: النجومية في لبنان قبل الاحتراف خارجه

0 تعليق

التعليقات