على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم نعد نحتاج أن نبحث عن استراتيجيّة دفاعيّة للبنان. ولماذا نبحث عنها؟ لأن أداء المقاومة في حرب تمّوز، والذي أذلّ جيش الاحتلال الإسرائيلي وأنبت لجان تحقيق مُعلنة وغير مُعلنة لمعرفة أسباب هزيمة العدو، أزعج أصدقاء إسرائيل في الغرب وفي… لبنان. والبحث جارٍ منذ 2006 عن طريقة من أجل إراحة إسرائيل من همّ المقاومة، لأنّ إسرائيل تحنّ إلى زمن حصريّة السلاح بيد الدولة اللبنانيّة وزمن انتشار المقاومة الفلسطينيّة والحركة الوطنيّة عندما كان جيش العدوّ يزور لبنان أسبوعيّاً مخلّفاً وراءه الدماء والدمار. وجوقة التغيير دخلت إلى الحلبة وهي تريد أن تُدلي بدلوها. وبولا يعقوبيان من أشدّ المعجبين بميشال سليمان وكانت تستضيفه دائماً على برنامجها في المحطة الحريريّة، ويمكن أن يكون هو مُلهمها في البحث عن استراتيجية دفاعيّة (يحمل جسد ميشال سليمان الكثير من الجروح والندوب التي خلّفتها المعارك التي خاضها في لبنان وسائر المشرق). كتلة التغيير ثارت على استهانة الحكم اللبناني بالخط 29 وهي تريد من لبنان إعلان ذلك وإيداعه في الأمم المتحدة. طريفة الفكرة (وإن ضروريّة): هم يحاولون إيهامنا (كما السنيورة في زمانه) أنّ هناك بديلاً ديبلوماسياً دولياً عن المقاومة. يعني بمجرّد أن نقول للأم المتحدة أنّ الخط 29 هو خطّنا، فإنّ الأمم المتحدة ستبعث بجيشها الجرّار من أجل ردع إسرائيل. هذا كلّ ما نحتاجه. وإسرائيل كما هو معروف تهاب الأمم المتحدة التي كانت تفرض عليها الانسحاب من الأراضي المحتلّة وكان تبعث بجيوش أمميّة لصدّها. لكن ليس هذا كل ما عند الكتلة. فقد عقدوا مؤتمراً صحافيّاً لقّنوا فيه العدوّ درساً لن ينساه في تقديم استراتيجية، يجب أن تجبر المقاومة على التقاعد. كيف ردّوا؟ بالطلب لتقديم شكوى «ضد العدوّ الغاصب» في مجلس الأمن. وإذا ما مشي الحال؟ «توجيه رسالة اعتراض (شو يعني؟) إلى الأمين العام للأمم المتحدة». أكثر من ذلك: يدعوكم نوّاب التغيير إلى حفلة في الناقورة للرّقص والهتاف من أجل إحراج إسرائيل أمام العالم. كلّما أسمع بتغييركم، أحنّ إلى قديم القرن الثامن عشر.

0 تعليق

التعليقات