على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

العلاقة بين قبرص وبين عدوّتنا إسرائيل وثيقة جداً. وقبرص اليوم ليست قبرص مكاريوس. قبرص اليوم هي شريك استراتيجي مع إسرائيل. وما جرى أخيراً لا يجب أن يمرّ هكذا. الجيش الإسرائيلي يتشارك مع الجيش القبرصي في تمرين على تدمير لبنان. عبدالله بو حبيب كان صامتاً، لأنه يرصد الصواريخ الحوثيّة إذا ما توجّهت نحو السعودية (يتنافس وزير الداخلية اللبناني مع وزير الخارجية اللبناني على تمثيل المصالح السعودية في الحكومة). هذا شبه إعلان حرب من قبل حكومة قبرص. صحيح أن ليس للبنان كرامة وهناك إعلاميّون لبنانيّون في صفّ الخليج ممّن يجاهرون برفض مفهوم الكرامة الوطنيّة (لأن الكرامة تتناقض مع مواقعهم في الحاشيات)، لكنّ لبنان الفقير يستطيع على الأقلّ أن يحمي سمعته. ميشال عون وفريقه فاخرا بعلاقاتهما مع حكومة قبرص عبر السنوات، «ووفود رايحة ووفود جاية». سكتا عن التحالف القوي بين قبرص وإسرائيل، لكن ما جرى من تمرين مشترك للعدوان على لبنان هو استفزاز وخرق للعلاقات الديبلوماسيّة بين بلديْن. هذا التمرين يغيّر من طبيعة العلاقة بين بلديْن ليست بينهما حالة عداء. تخيّلوا لو أنّ جيش لبنان، مثلاً، تمرّن مع دولة أخرى على عمليّات عسكريّة ضد السعوديّة أو أميركا أو قبرص، فكيف سيكون موقف الدول هذه من لبنان؟ ميشال عون يريد أن يمرّر هذه الإهانة الفظيعة، كما مرّرنا إهانات قبلها وبعدها من الخليج والغرب. الاحتجاج على ما حصل بات متأخّراً. كان على الحكّام رفع الصوت بمجرّد نشر خبر التمارين العدوانيّة. طرد السفير القبرصي وقطع العلاقات هما من أقلّ الواجب. ليس هناك من أصوات يمكن أن تطلع بأن قبرص هي جمهوريّة خير نحو لبنان أو أنّ قبرص جادت على لبنان بالمليارات قبل سنوات. وليس لقبرص شيوخ وأمراء نفط يبتاعون الأقلام اللبنانيّة ويُسيّرون فنّاني وفنانات لبنان على هواهم. ليس من تركي الشيخ في قبرص، فما المانع من التنديد الرسمي والعلني بفعلة قبرص الشنيعة ضدّنا خصوصاً أنّ لبنان تمتّع (من ناحيته) دائماً بعلاقة وديّة مع الجزيرة التي آوت له سارقين ومجرمي حرب عبر السنوات.

0 تعليق

التعليقات