على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

عمر الشريف زرع عقدة العالميّة في الشباب العربي. الكلّ أصبح يريد العالميّة، حتى «ملك البطاطا». العقدة أبرز ما تبرز في لبنان، البلد الصغير (جداً). بات كل من ينشر فيديو نكاتٍ أو تعليقٍ لدقيقتيْن، ينشر ترجمة فوريّة بالإنكليزيّة، علّ أحداً في هوليوود ينتبه له. لم يتحدّث عن العالميّة بذكاء وواقعيّة أكثر من عمر الشريف نفسه. كان يقول: ماذا تعني لي العالميّة؟ ماذا يعني أن أكون معروفاً في الصين أو اليابان مقارنة بأن أكون معروفاً في بلدي كما كنتُ قبل «لورنس العرب»؟ وعمر الشريف أدرك أنّ العالميّة حالة استثنائيّة جداً تماماً مثل الحلم الأميركي— في أن الحظّ يلعب دوره. هو قال: إن الصدفة جعلته طليقاً بالإنكليزيّة لأن أمّه أرسلته وهو صبيّ إلى مدرسة داخليّة في بريطانيا والتكلّم بالإنكليزيّة كان من ضرورات الدور. والصدفة كانت وراء مشاهدة مخرج الفيلم لصورة له. نتكلّم دائماً عن العالميّة وننسى أنّ حالة عمر الشريف—التي هي ذروة العالميّة التي أصابت عربياً —كانت حجّة ضد العالميّة. كان عمر الشريف يقول إن هوليوود سرعان ما استنفدته وتخلّت عنه ولم يبقَ أمامه إلا أدوار صغيرة في أفلام درجة متدنّية. عمر الشريف العالمي عادَ إلى مصر ومثّل في أفلام مصريّة وتقاعد في القاهرة التي مات فيها. وكان عمر الشريف في مقابلاته في سنواته الأخيرة يقول إنه يتساءل بينه وبين نفسه إذا كانت العالميّة ضارّة له لأنه عاش حياة الوحدة في المهاجر وأنه لم يتآلف مع النساء غير الشرقيّات. وعمر الشريف الذي كان في سنوات نجوميّته (القصيرة جداً) يتماشى مع عنصريّة هوليوود وكان ينتقد أبناء جلدته ويقول إنهم غضبوا منهم لأنه مثّل مع «يهوديّة» (وهذا لم يكن صحيحاً لأن الاعتراض على بربارة سترايسند كان بسبب تعصّبها الصهيونيّ في حينه) تغيّر. في سنواته في القاهرة، كان يتحدّث بسلبيّة (إشكاليّة) عن اليهود وعن «سيطرتهم» على هوليوود وعلى الإعلام. كان عمر الشريف يقول إنه ربما كان سيكون أسعد لو بقي في القاهرة سعيداً مع زوجته، ومع أولاد أكثر منها.

0 تعليق

التعليقات