على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

المُلاحظ أنّ مواضيع السياسة الخارجيّة غابت تماماً عن كلام كلّ المرشّحين والمرشّحات، خصوصاً في قوى «التغيير». تشهد المنطقة تغييرات تاريخيّة، خصوصاً بعد إعلان التحالف الإماراتي مع إسرائيل. كانت محطات «الثورة» المموّلة من الغرب والخليج تُسائل كلّ ضيف عن موقفه من سلاح الحزب وعن ضرورة إقامة السّلم مع إسرائيل وعن المفاوضات في فيينا على أساس أنّها ستبتّ في مسائل لبنان (تعترف الصحافة الأميركيّة أنّ إيران رفضت كل الطلبات الأميركيّة المتكرّرة، عبر السنوات، لبحث الملفات الإقليميّة، مع أنّ خبراء السياسة الخارجية في لبنان يصرّون على أنّ إيران تتفاوض حول لبنان وتربط المفاعلات النوويّة بمحطة سلعاتا. عبثاً تحاول أن تناقش في الوقائع والحقائق مع هؤلاء). لم يتعرّض أي ضيف أو مرشح على محطات الثورة إلى مساءلة عن التطبيع الخليجي. أكثر من ذلك، أحاديث عن الحريات والديموقراطيّة ومارك ضو يستفيض في التنديد الثوري بالقمع في سوريا (وهناك قمع في سوريا، بالطبع) لكن ولا كلمة منه أو من غيره حول القمع وقطع الرؤوس في الخليج. ولا كلمة منهم. لا، هم يتّبعون التعمية. أسامة سعد عندما يستنكر (بخفر شديد) التطبيع في الخليج يُشير إليه بالتطبيع «من قبل بعض الأنظمة». أي «اللي ما بتتسمّاش» لمصلحة اللبنانيّين في الخليج ــ تماماً مثل كلام 14 آذار. ومعظم «قوى التغيير» و14 آذار (وهم فريق واحد) يصرّون على حماية علاقات لبنان العربيّة: وهم لا يعنون بها علاقة لبنان بسوريا أو الجزائر مثلاً. هم يعنون علاقة لبنان بالنظاميْن السعودي والإماراتي فقط (والبحرين أيضاً). فقط. السياسة الخارجيّة لكل هذا الفريق معروفة: ولهذا السبب زفّ السفير السعودي (بكل وقاحة) نتائج الانتخابات في تصريح له قبل يوميْن لأنها راقته. السياسة الخارجية لهم هي حلف وثيق مع أنظمة الخليج التوتاليتاريّة ومع دول الغرب والعمل على عقد اتفاقية إذعان مع إسرائيل على غرار 17 أيّار. لا يمنع هؤلاء عن ذلك إلا سلاح المقاومة الذي يقضّ مضاجعهم بنفس درجة قضّ مضاجع إسرائيل.

0 تعليق

التعليقات