على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم يتعرّض الوزير فيّاض للضرب. شُبِّه لنا. هكذا أفتت مواقع التمويل الحكومي الغربي مثل «ميغا ناتو» و«درج» و«رصيف» (صاحب الموقع الأخير وصف النائبة الأميركيّة، إلهان عمر، بـ «الش…»). استعملوا عبارات تلطيفيّة مثل «دفع» و«دفش». والمفارقة أنّ الإعلاميّين في هذا الفريق هم أقطاب منظمة «إعلاميّون ضد العنف». تبيّن أن الكثير من هؤلاء ضد العنف ضد إسرائيل بكل أشكاله لكنهم مع العنف ضد فياض. والتعاطف مع وزير في لبنان صعب بسبب فساد الحكم. لكنّ فيّاض جديد في الحكم ولم يتلوّث بمغانم السلطة. قالوا: نلومه على قطع الكهرباء والشعب يعاني. لكن تبيّن أنّ المعتدي قوّاتي له باع في الزعرنة. الوزير كان قبل أيّام اعترف بأنّ مشروع إيصال الكهرباء من الأردن مُعطَّل بقرار أميركي. قالها بلطف وخجل شديدين على طريقة الوزراء في التعاطي مع أميركا. طبعاً، كان على الوزير أن يتحمّل المسؤوليّة ويستقيل ويحمّل أميركا المسؤوليّة عن معاناة الشعب اللبناني (والبعض لا يزال يسخر من مؤامرة «إمبريالية» ضد لبنان، ويقولون كلمة إمبريالية بهزْء، لأنهم من جيل متطوّر لا يؤمن بالمؤامرات إلا إذا كانت منطلقة من مفاوضات فيينا فقط). لكنّ التعاطي مع الخبر كان طريفاً: جماعة ضرورة مقارعة إسرائيل بقرع الطناجر يناصرون ضرب وزير لأنه يمشي بلا مرافقين ويجول بين الناس ويسافر درجة سياحيّة. هؤلاء لا يجرأون على ضرب وزير من أحزاب زعماء الطوائف. هؤلاء التقطوا «سلفي» مع وليد جنبلاط عندما جالَ بينهم. وفؤاد السنيورة جلس في معرض الكتاب يوقّع كتابه من دون أن يهتف ضدّه شخص واحد. طلع الحق كلّه على وليد فيّاض. هذه طريقة «الثورة» في التعاطي مع الحكم: تبرئة كل أزلام أميركا والتصويب على الذين يقعون خارج 14 آذار. وهل «الثوار» إلا شباب 14 آذار عندما كبروا؟ وهناك مواقع «ثورية» (مثل «ثورة ماب» و«دليل ثورة») ترشد إلى مواقع تواجد وزراء ونواب و…أبناء وأحفاد وزراء ونوّاب. وتستطيع مثلاً أن ترى حفيدة بثياب البحر أو حفيداً يتناول سندويشة. هؤلاء أعطوا مفهوماً جديداً لـ«الثورة» وهي لا تتّسق إلا مع قباحة إعلام الخليج.

  • سيناريوهان في بعبدا... وهل يخرق المجتمع المدني؟

0 تعليق

التعليقات