زورق الموت هو نتيجة السياسة الدّفاعية الرسميّة البديلة عن المقاومة. إغراق الزّورق هو من المهام الموكلة إلى قيادة الجيش من سفارات أميركا وأوروبا. دعم الجيش (بالمال والسلاح _ التعيس الذي لا قيمة له بمواجهة إسرائيل) هو لثلاثة أغراض: ١) قمع الشعب عندما يثور ضدّ أزلام أميركا ومؤسّساتها.
٢) مراقبة سلاح المقاومة على الحدود، مع احترامي للبطاطا وأكياس مساحيق الغسيل «برسيل» التي يُطاردها جوزف عون على مدار الساعة.
٣) منع أيّ هجرة نحو شواطئ أوروبا تحت طائلة قتل الفقراء. هل إنّ بحرية الجيش (مهضوم أنّ عندنا بحريّة لكنها تختفي عندما تزور مياهنا زوارق وبوارج حربيّة إسرائيليّة) ممكن أن تُطارد يخوت أثرياء؟ أكيد لا. البحر والإبحار للأثرياء والجيش يتكفّل بحماية أوروبا من فقرائنا. وقتلهم سهل. ولاحظَ أحدهم على تويتر: عندما يخرق زورق حربي إسرائيلي مياهنا، تكتفي قيادة الجيش بإصدار بيان أنها ستشكو أمرها لليونيفيل (كالعادة) وتبحث الأمر في حفلة السّمر والهزر في الناقورة مع ضباط العدوّ. وقيادة الجيش أمعنت في الكذب أكثر من مرّة في تصريحاتها، وهذا ليس جديداً. قال ناطق إنّه كان هناك تفاوض مع ركّاب الزورق قبل الانطلاق، ثمّ قال إنهم لم يكونوا يعلمون بمكان الانطلاق. نفى الجيش أنّه أغرق الزّورق، لكنه اعترف «بأنّ الزّورق اصطدم بخافرة عسكريّة أثناء محاولة توقيفه» (كما ورد في «الشرق الأوسط» المدافعة عن جوزف عون وعن جعجع وعن نتانياهو معاً). يعني الزّورق غرق لأنه اصطدم بخافرة عسكريّة صدمته عن قصد. كأن يقول قاتل: أنا لم أُطلِق الرصاص على الضحيّة، لكنّه هو اصطدم برصاصتي عندما انطلقت من مسدّسي. هذه الجريمة ــــ وهي جريمة وليست حادثة أو قضاء وقدراً، لأنّ شهادات الناجين واضحة مهما حاولت محطات الفساد والخليج حماية قيادة الجيش ــــ هي دحض لأيّ نظرية خبيثة بأنّ لدينا بديلاً جدّياً لمقاومة إسرائيل. لدينا بديل غير جدّي لشرطة البلدية في زمن ما قبل الحرب.