على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

المقاومة في فلسطين تستمرّ. لكنّ هناك نشاطاً لمقاومة غير منظّمة. هذا لا يعني أنّ المقاومة الفرديّة غير مُجدية، ولكنْ لو رفد بعضُها بعضاً لتحوّلت إلى قوّة أفعل. حركة «حماس» قاومت عدوانات متتالية على غزة بفعّالية شديدة، مستفيدةً من تجارب المقاومة الجبّارة في لبنان. لكنّ «حماس» باتت سلطة حاكمة وهو فخّ من أفخاخ أوسلو، تماماً كما أن ولوج حزب الله في الحكم في لبنان كان مؤامرة أميركيّة - إسرائيليّة لتوريط الحزب في كعكة الفساد اللبناني المستشري - ولو أنّ الحزب كان أقلّ المستفيدين. الخطير في الساحة الفلسطينيّة أنْ ليس هناك من حركة مقاومة جديدة لتنشيط العمل المقاوم. هناك حماس وغضب فلسطينيان يزدادان قوّة وحدّة من دون أن تكون هناك شخصيّات أو حركات لقيادة العمل. وانتشار عمل المقاومة في فلسطين 1948 أصبح ظاهرة يخشاها العدوّ. المشروع الصهيوني كان دائماً يسعى إلى الشرذمة: شرذمة وتقسيم الشعب الفلسطيني وشرذمة الشعب العربي وشرذمة الشعب في كل دولة عربية. ليس مبالغة القول بأن كل مشروع انفصالي أو تجزئة في العالم العربي كانت إسرائيل وراءهما: من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى السودان إلى مصر. القوميّة العربيّة كانت - كفكرة أكثر مما هي كحركة باستثناء التجربة الناصريّة - خطراً داهماً لإسرائيل وهي حاربتها بسبب ذلك. لكنّ المخيف أنّه للمرة الأولى منذ عام 1948، نشهد ساحة فلسطينية لا توجد فيها حركة مقاومة جديدة تحاول أن تبني على التجارب السابقة. وهذه الحالة من انعدام العمل المنظّم الثوري من نتاج ليس فقط أوسلو، بل أيضاً نتاج ثقافة «الإن جي أوز» التي تجعل من أيّ إشارة إلى دين جنود الاحتلال، جريمةً تفوق جريمة احتلال فلسطين. الثقافة العربيّة تلوّثت كثيراً من عمل «الإن جي أوز»، خصوصاً أنّ نسبة «الإن جي أوز» في الساحة الفلسطينيّة أكبر من عددها في أي دولة عربيّة أخرى. وعمل «الإن جي أوز» خطير ليس فقط بسبب الأجندة الغربيّة الصهيونيّة فيه، بل لأنه يدرّب شباباً عرَباً على التوق إلى عمل غربيّ يعاقب على قول الحقيقة ضد إسرائيل.

  • جبل لبنان الأولى: فارس سعيد في خدمة حزب الله؟

0 تعليق

التعليقات