من فؤاد مخزومي إلى السفير السعودي العائد:حضرة السفير السعودي المحترم: أنا المدعو فؤاد مخزومي. كنتُ من خصوم رفيق الحريري عندما عدتُ إلى لبنان ووجد النظام الأمني السوري ــ اللبناني فيّ أداةً ــ مثل أدواتٍ غيري ـــ بوجه رفيق الحريري عندما كان يحيد عن الخطّ، أو عندما تتضارب مصلحة النظام السعودي مع مصلحة النظام السوري. وكنت بعد اغتيال الحريري من المواظبين على اجتماعات 8 آذار، وكان «حزب الحوار» (بأعضائه الخمسة: جيرانٌ وأقارب) من أحزاب الممانعة، وكانت كلّ تصريحاتي تصبّ في دعم وتأييد خط المقاومة. وكنت أدافع عن حزب الله حتى بعد 7 أيّار، لأنني كنتُ أعوِّل على دعم الحزب في حملات انتخابيّة مستقبليّة. وفي الانتخابات الأخيرة، كنتُ مدعوماً من خطّ الممانعة. لكن هناك ما تغيَّر. خلت الساحة السنيّة من الزعامات، بعد كفّ يد سعد الحريري من قبلكم. ورضخ سعد لأوامركم الممهورة بالاحتجاز والضرب. كلّ شيء تغيّر بعد ذلك. أصبحتُ، يا سعادة السفير، من أصدح الأصوات ضد حزب الله وسلاحه. وقد أدليت بتصريح قلتُ فيه أنني سأنزع سلاح الحزب بالقوّة (مش بالحسنى). سآتي بحرسي الخاص وأتوجَّه إلى الجنوب اللبناني وأُفكّك كل الصواريخ المُوجَّهة نحو إسرائيل كي أنقلها على ظهور الدواب وأسلّمها لكم أو لحليفتكم إسرائيل من أجل أن يهنأ بالكم وبال إسرائيل. أنا، يا سعادة السفير، زعيم السنّة في لبنان (في كلّ أراضيه بما فيها جزيرة الأرانب). وأنا، يا سعادة السفير، لا أملك كاريزما أو عقيدة (أنا كنتُ أموّل حزب المحافظين الصهيوني في بريطانيا) لكنّني على أتمّ الاستعداد كي أصبح أداتكم الطيّعة. وأنا سأبدأ عهدي الجديد في المجلس النيابي بإشهار المقاومة العسكريّة ضد كلّ أهل الجنوب لأنهم يشكّلون جالية إيرانيّة: وأنا أتّفق مع وجهة نظر أتباع طغاة الخليج وحكومات الغرب بأنّ كلّ من يريد أن يقاوم إسرائيل، يكون قد أعلن انضواءَه في الجالية الإيرانيّة. أن تكون لبنانيّاً، يعني أن تؤيّد حماية أمن إسرائيل. يا سعادة السفير، أنا عريق في التبعيّة: تبعت محور الممانعة من قبل وأريد أن أتبع محوركم من الآن فصاعداً.