على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

تنطوي الانتخابات اللبنانيّة الحاليّة على عمليّات نفاق وتجميل بشعة. هناك مرشّحون يريدون منك أن تنسى ولاءهم التاريخي لفاسدين—على مرّ العقود، وليس السنوات. بولا يعقوبيان مثلاً عملت في المؤسّسة الحريريّة الدعائيّة لعقدين أو أكثر من الزمن. تلفزيون الحريري لم يكن يوماً إعلاماً. كان جهاز بروباغندا لأفسد رجل في تاريخ الجمهوريّة والمسؤول الأوّل عن الانهيار وعن رياض سلامة. يعقوبيان حافظت على ولائها للفاسد بعدما خلفه ابنه، الفاسد أيضاً. عندما كانت تستضيف دوريّاً ميشال سليمان، مثلاً، بعد استدارته إلى محور السعودية ، لم تكن تفعل ذلك لهدف مهني. ما هو السبب المهني كي يستضيف المرء أمثال ميشال سليمان؟ هذا شغل بروباغندا. ومرشّحة التغيير المودرن وصفت النظام السعودي بمملكة الخير بعد احتجاز رئيس حكومة لبنان وبعدما ساهمت في التغطية على احتجازه وتعذيبه. وألبرت كوستانيان انتقل من حركة «لبناننا» (وهي نسق عن «حرّاس الأرز» وكان المُشرف عليها لبناني تخرّج من «مؤسّسة واشنطن»، الذراع الفكريّة للوبي الإسرائيلي في واشنطن). وعندما منح الأب أمين ابنه، سامي الجميّل، حزبه بعد اغتيال أخيه، انتقل كوستانيان برشاقة إيديولوجيّة معه. لكنّ كوستانيان (الذي انتقاه الكتائبي-القوّاتي بيار الضاهر، ضابط الارتباط بين جيش العدوّ والقوات حسب شهادة بول عنداري، كي يصبح إعلاميّاً في محطته) زعمَ أنّ سبب انضوائه في حركات عقائديّة رجعيّة متحالفة مع إسرائيل كان بسبب الصداقة المدرسيّة. يعني منيح أن أنطوان لحد لم يزامل كوستانيان في المدرسة وإلا كان الأخير ضارباً لمدفعيّته أو حارساً له في سجن الخيام. وكوستانيان أصبح تغييرياً مدنياً، ومتحالفاً مع الكتائب، المدنيّة بعد تغيير اسمها. قد يقول قائل إن الناس يتغيّرون وهذه سُنّة الدنيا، لكنّ السؤال مردود لأن الناس عندنا لا يتغيّرون إلا باتجاه واحد، دائماً نحو السعوديّة والإمارات. ممكن أن يقبل المرء أن الشخصيْن تخطّيا مرحلة الولاء الحزبي، لكنّ أياً منهما لم ينبذ مرحلة انضوائه في حزب أو تيار أو إعلام فاسد. من دون توضيح من حق الناس أن يربطوا الحاضر بالماضي.

  • انتخابات لبنان | الحريري يحاول كسر السنيورة... معركة بيروت الثانية تحتدم

0 تعليق

التعليقات