بِـحُـجّةِ البطولة يُلقونكَ في قاعِ الجحيم عارياً، عارياً وأعزل، ويقولون لك:
لأنّ البطولةَ ضروريّةٌ وهيّنةْ
كُنِ البطلَ الذي يليقُ بأحلامِ مَن اِئتَمَـنوكَ على أمجادِهم،
وَتَـدَبَّر أمرَ قيامتِك!...
وبِحُـجّة المجاعة، المجاعةِ التي أوقَعتَ نفسكَ فيها أيها الأبله،
يمنحونكَ نِصفَ ما تستحقُّ مِن رغيفِ جوعكَ وكَفافِ حسرتِك.
وفيما هم يُناولونكَ نِصفَ الكَفاف
يَختلسون نِصفَهُ كَـ «بَـدَلِ أتعابٍ» للضّواري التي عَـفَّت عنه
واللُّصوصِ الذين تَـجَـشّموا عناءَ حراستِه.
فقط لأنهم يثقون بكفاءتِك ويُحبّونك.

... وبِلادي مَنفاي

أنا لقيطُ بلادي، ونَزيلُ كوابيسِها.
أَتَـشَرّدُ، داخلَ جَبّاناتِها، بين مُلتَجأٍ ومُلتَجأ
وأزعمُ أنني صالحٌ للحياة.
ومثلما يغرسُ القراصنةُ أعلامَهم ويقولون: «هذه بلادُنا»
سأغرسُ، حيثما حلَلتُ، ما حملتُ مِن بذورِ بلادي وبَـتلاتِ أزهارِها.
وحيث تَطلعُ أوّلُ زهرةٍ سأقولُ: «هو ذا مسقطُ رأسي»
وأجعلُهُ موطناً لي.
..
أنا اللّقيطُ الذي بِلادُهُ منفاهُ وزهرتُه.
أنا الذي: الأزهارُ عَلَمي، والدمعةُ نَشيدي.
أنا الميّتُ الصالحُ للحيـــاة.