خوفاً من تكرار التعديات التي طالت التراث الثقافي العراقي قبل عقد، ناشدت «الأونيسكو» المقاتلين في بلاد الرافدين الحفاظ على الآثار، والمواقع الدينية والإرث الحضاري. الجريمة التي طالت الحضارة العراقية العريقة، إثر الغزو الأميركي عام 2003، تهدّد كل ما هو حي اليوم مع سيطرة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مناطق واسعة في البلاد. سرقة آلاف المنحوتات من «متحف بغداد»، ونهب آلاف الآثار من المواقع القديمة، وحرق التراث الأدبي الهائل في «مكتبة بغداد»...
هذا الشريط القديم يبدو أنّه سيتكرر في أماكن أخرى في بلاد الرافدين مع الخراب الذي أطلقه «داعش» أخيراً، عبر قتل الناس قبل الانصراف إلى الجرائم الأخرى. هكذا، أعربت المنظمة الأممية عن خوفها على حضارة الشعب العراقي وتاريخه، بعدما أبدت رئيستها إيرينا بوكوفا خشيتها من «تكرار المعاناة الإنسانية وخسارة الأرواح»، فهي تخشى «تعرض إرث العراق الحضاري للتدمير والسرقة». وقد ناشدت بوكوفا جميع الأطراف من خلال بيان أصدرته في باريس أوّل من أمس «الامتناع عن كل ما قد يضرّ بالإرث الثقافي، بما فيه المواقع الدينية، إذ إنه لا يمثّل الهوية العراقية وحدها بقدر ما هو إحدى أقدم الحضارات التاريخية».