على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هناك مشروع إسرائيلي ــ خليجي ــ أميركي يهدف إلى استفزاز حزب الله وجمهوره قبل الانتخابات. حتى في مرحلة الثورة التهريجيّة بعد الانهيار، كان هناك مشروع واضح المعالم لاستفزاز جمهور المقاومة ونجح. تغيّر سلوك جمهور الحزب مذّاك. كان أكثر جمهور لبناني على المواقع انضباطاً ورزانةً ورصانةً بين كلّ جماهير الأحزاب. لكنّه سرعان ما تحوّل في سنتين إلى جمهور متفلّت وغاضب وانفعالي، مثله مثل جمهور «القوّات» و«الكتائب» وجنبلاط و«أمل». هناك برامج تلفزيونية أسبوعيّة (مموّلة من الخليج)، متخصّصة في استفزاز جمهور المقاومة. أسبوعياً، يضمن جمهور المقاومة أن يصبح البرنامج المعادي له الأكثر مُشاهدة ويستحيل هاشتاغ البرنامج الأوّل على تويتر (وحتى لو أحياناً بهاشتاغات معادية للبرنامج). بعض أبطال البرامج هذه يدينون بمرتّباتهم لجمهور الحزب المُستفَزّ. الساحة اللبنانيّة باتت تعجّ بأشخاص يعرضون خدماتهم على المحور الخليجي عبر استفزاز جمهور حزب الله والمزايدة في شتم حسن نصر الله. والمنافسة حادّة، فيما العرض أكثر من الطلب. ولهذا، ترتفع الأصوات وتزداد الشتائم بذاءةً وسوقيّة (وبعضهم يفعل ذلك بالإنكليزيّة لتدعيم طلبات لجوء سياسي في الغرب عبر القول: أنا شتمتُ حسن نصر الله على تويتر، ولهذا أصبحت حياتي في خطر لو عدتُ إلى لبنان. اللعبة باتت مُكرّرة إلى درجة أنّها أصبحت روتيناً لبنانيّاً في المهجر). وجمهور الحزب مُستنفِر دوماً وهو غير رائق هذه الأيّام. صحيح «طلع دينه». يقولون له أنتَ جالية إيرانية. يقولون لحزب قوامه لبنانيّون: أنت حزب إيراني. لكن في رد الفعل الانفعاليّ: جمهور الحزب يقع في الفخّ الذي يحفره له أعداؤه وخصومه. جمهور الحزب يسهّل مهمّة من يسعى نحو البطولة السعوديّة ــ الإماراتيّة ــ الغربيّة. يدخل رجل نزق إلى معرض الكتاب في مهمة استعراضيّة ويقوم أنصار الحزب بإنجاحها، لا بل يزهون بما حدث وينشرون المشهد كأنّه كان فتحاً مبيناً لهم. هذا موسم الانتخابات وأعداد الدونكشوتيّين اللبنانيّين الساعين لرعاية خليجيّة وغربية في ازدياد. الحلّ: أنا ــــ ومن أنا ــــ كنتُ أغتاظ من مشاهد نجاح الصهاينة هنا في استفزاز العرب وإغاظتهم. قررتُ مبكراً أن أقوم أنا بإغاظتهم واستفزازهم. أصبحت غربتي أقلَّ كَرْباً.

0 تعليق

التعليقات