على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

دعك من مواضيع الاقتصاد التي لا أفقه فيها كما يذكّرني الأصدقاء قبل الأعداء. كنتُ أجولُ على موقع «قادرين» التابع لـ «حركة مواطنون ومواطنات في دولة» الخاص بالانتخابات النيابيّة. وفيه، تطرح «ممفد» تصوّرها للتغيير من خلال الانتخابات (قبل 1972، كان الحزب الشيوعي اللبناني يرى أنّ وصول زعيمه، نقولا الشاوي، إلى المجلس كفيل بوصول البروليتارية اللبنانيّة إلى السلطة). سأركّز على قسم «العلاقات مع الخارج» في الموقع. هناك في القسم ركن عن «العلاقات والمساعدات الخارجيّة». بجدّ، أنا أعلّم مادة العلاقات الدوليّة، لكن لم أفهم سياسة الحركة فيها. تقول: «إنّ الدولة فقط هي المسؤولة عن العلاقات مع الخارج». حسناً. كيف تضمن ذلك؟ كان هناك دولة عندما كانت إسرائيل تموّل حزب الكتائب منذ الخمسينيات، وكانت أميركا تموّل بأكياس انتخابات لبنان. كيف تمنع ذلك؟ لكن الركن لا يذكر الولايات المتحدة أو دول الغرب الغارقة في شؤوننا والتي تشكّل أكبر خطر على سيادة لبنان بعد إسرائيل. ما موقف «ممفد» من الهيمنة الأميركيّة وحروبها واحتلالاتها؟ لا نعرف. إذا كان حياد البطريرك منحازاً لأميركا، فحياد «ممفد» حياد مفرط لدرجة أنّك لا تعرف أين يقفون في صراعات المنطقة. في القسم عن سوريا، يتجلّى موقف «ممفد»، وهو أفضل من مواقف معظم الأحزاب والحركات السياسيّة. يتحدّث عن الترابط بين البلدين والمصالح المشتركة مع إشارة إلى ضمان حرية العمل السياسي والنقدي. ويتحدّث عن اللاجئين السوريّين ونبذ العنصرية. لا تسمع ذلك في برامج الأحزاب الأخرى. لكن يصدمك الحديث في ركن العلاقة مع «دول المنطقة». المنطقة؟ أي منطقة؟ لماذا لا يُقال العالم العربي؟ ثم في أربع فقرات أحاديث لا تذكر أي قضيّة راهنة واحدة. والحديث يكثر عن المصالح من دون ذكر للأخلاقيات والمبادئ. ويرفض الحياد في ما يتعلق بـ «المصالح»، لكن ماذا عن القضايا الكبرى؟ وهناك قسم عن «العداء والدفاع عن مجتمعنا». لكن الركن يلخّص مشكلتي مع «ممفد»: لا يخبرنا كيف يستطيع تطوير مقاومة تتفوّق على تلك التي ركّعت العدوّ على مدى ثلاثة وثلاثين يوماً. ومن أين يأتي السلاح في دولتنا المدنية؟

0 تعليق

التعليقات