«هذا الرجل مليء بالمشاعر، لقد عرّف ماهية «الروح» في الغناء قبل أن تُستخدم هذه الكلمة من قبل». هكذا، وصف المغني والموسيقي الراحل راي تشارلز، مغني الجاز و الـ R&B جيمي سكوت (1925 _ 2014/ الصورة) الذي انطفأ أخيراً في منزله في لاس فيغاس. قبل أيام، أنهى سكوت 88 عاماً طبعتها الخيبات والانقطاعات المتتالية، مخلفاً وراءه صوتاً فتياً وعميقاً لم يأخذ حقّه.
بدأ سكوت الغناء في الأربعينيات، مع فرقة الموسيقي ليونيل هامبتن الذي أطلق عليه لقب: Little Jimmy، إلا أن تجربته لم تلاق النجاح المتوقّع منذ البداية فلقّب بـ«المغني السيئ الحظ». رغم أنه كان المغني الأساسي في تلك الفرقة، إلا أن اسمه لم يظهر فيها، بل حجبه اسم هامبتن. الأمر نفسه حصل لدى غنائه مع عازف الساكسوفون الشهير تشارلي باركر، حيث سلب صوته المميز حقه مرة أخرى. وهو الصوت نفسه الذي أعجبت به النجمة بيلي هوليداي عندما سمعت سكوت العشريني يغنّي في Club Baby Grand في نيويورك.
في مطلع الستينيات، شارك Little Jimmy مع المغني راي تشارلز في ألبومه المميز Falling in Love Is Wonderful، إلا أن العمل سرعان ما سحب من المحالّ بعد أقل من شهر على إطلاقه، قبل أن يصدر مرة أخرى عام 2003. تركت هذه الحادثة صدمة سلبية لدى سكوت، فانصرف إلى العمل في مهن بعيدة عن الفن. عودة سكوت إلى الأضواء، في بداية التسعينيات، جاءت إثر دعوة المخرج دايفيد لينش للغناء في فيلمه Twin Peaks: Fire Walk With Me (1992)، ليليها ترشيح ألبومه All the Way لجائزة «غرامي» في السنة نفسها. هكذا، شكّل عام 1992 انطلاقة جديدة لجولاته الغنائية العالمية وإطلاق مجموعة من ألبوماته؛ أبرزها Dream (1994)، Heaven (1996) وMood Indigo (2000).