على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

القاضي علي إبراهيم مظلوم. أحياناً يسألون كيف أنّه لا يواجه الفساد ولا يحقّق في ملفّات الفاسدين. غير صحيح. أنا أتابع عمله عن كثب. أليس القاضي علي إبراهيم هو الذي لاحق، من دون هوادة، ملف أمينة صندوق بلديّة حمّانا؟ أليس القاضي علي إبراهيم هو الذي أنهى بالضربة القاضية الفساد المستشري في واحدة من أكبر بلديّات لبنان وأنطاكيا؟ أمينة صندوق بلديّة حمّانا مسؤولة عن الفساد أكثر بكثير من رياض سلامة ورفيق الحريري. أمينة صندوق بلديّة حمّانا هي التي أتت برياض سلامة وهي المسؤولة عن الهندسات الماليّة. القاضي علي إبراهيم بات يستحقّ تمثال تقدير وتعظيم. الرجل لا يكلّ ولا يهدأ ولا يستكين. هو يتصدّى للفساد على مدار الساعة. شرب فنجان القهوة عند القاضي علي إبراهيم (أو «الريّس» كما يناديه أصدقاؤه الخلّص ولستُ منهم)، يمثّل حلقة من التحقيقات الماليّة الشاملة. الشفافية الدوليّة تتلخّص بشخص علي إبراهيم. فلولاه لكان لبنان بلد الفساد. والرجل بقي في منصبه بسبب نجاحاته التي لا ينكرها إلا جاحدون. هناك حديث أنّ دولاً عالميّة تطلب خبرات علي إبراهيم. والمنظّمات التي كانت تمنح رياض سلامة جوائز «أفضل حاكم مصرف مركزي» و«أجمل حاكم مصرف مركزي» و«ألطف حاكم مصرف مركزي» و«أهضم حاكم مصرف مركزي» و«أرشق حاكم مصرف مركزي»، تدرس إمكانية منح جوائز مماثلة للقاضي علي إبراهيم. وتحقيقات حسن فضل الله السريّة مودعة عند القاضي علي إبراهيم، وهي تُدحرج رؤوساً كبيرة ومتوسّطة الحجم وصغيرة على مدار الساعة. علي إبراهيم هو القاضي النزيه ــــ أو القاضي نزيه ــــ الذي كنا نبحث عنه. لو عاش علي إبراهيم في زمن المافيا الإيطاليّة هنا لما قُدِّر لها أن تحيا ولا كان هناك فيلم «العرّاب» (هل يدري الجمهور العربي أنّ صاحبه أراده ترميزاً إلى مفاسد النظام الرأسمالي؟). القاضي علي إبراهيم كُفؤ في المنصب إلى درجة أنّه يصلح لرئاسة المحكمة العسكريّة ذات القرارات الموجعة. علي إبراهيم هو الدولة التي يحبّها محمد العبدالله.

0 تعليق

التعليقات