على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

«الفيل في الغرفة» هو تعبير أميركي يعني شيئاً واضحاً ومعروفاً للجميع، لكن يتمّ التستّر عليه من قبل الجميع. «الفيل في الغرفة» في لبنان أنّ معظم الشعب كان منحازاً إلى إسرائيل منذ البداية. السبب واضح. البلد تأسّس على عقيدة التفوّق العنصري حيث ظنّ بعضهم ــــ ويظنّ، «أيظن»، كما تقول نجاة الصغيرة، وهي لا تزال على قيد الحياة ــــ أنّهم بيض أو أوروبيون بيض هائمون في الشرق حسب وصف جريدة أميركيّة قبل سنوات. غير صحيح أنّ لبنان تعاطف مع الشعب الفلسطيني اللاجئ. رماه في مخيّمات بعيدة عنه وعيّرهم بفقدان وطنهم ولاكهم بحكايات كاذبة عن بيع الأراضي (الجيش الإلكتروني السعودي والإماراتي يروّج للأكاذيب نفسها هذه الأيّام). سخر اللبنانيون من اللهجة الفلسطينيّة. وسخروا أكثر بعد عام 1967 عندما كانت الإذاعات تبثّ رسائل صوتيّة متبادلة بين عائلات فصلها الاحتلال. بالأمس طارت مسيّرة لبنانيّة فوق فلسطين (وطارَ قلبي معها) ثم عادت إلى قواعدها سالمة وهانئة. الخبر أنّ لبنان بات يطيِّر مسيّرات نحو فلسطين المحتلّة ويتجسّس على العدوّ ويخبره أنّ للمقاومة اللبنانيّة (التي لا تكلّف الشعب الرجعي قرشاً واحداً فيما ندفع أثمان محكمة الحريري الإسرائيليّة ــــ وهي عن جدّ محكمة إسرائيليّة الفكرة والمسار والغرض) سلاحاً جوّياً يمكن أن يُلحق به أذى لا تدركه الرادارات. هنا الخبر الذي أفرح كل من يتذكّر تاريخاً من الذلّ والعذاب لأهل الجنوب لأنّهم وثقوا بدولة لبنان وجيشها. هبّ فريق كبير من اللبنانيّين لكي يتعاطف مع إسرائيل ويذمّ مقاومة لبنانيّة لم تكلّفنا في طائرة التجسّس دماً. ما الذي أزعج هؤلاء؟ أزعجهم إقلاق راحة العدوّ. هؤلاء صهاينة يريدون مصلحة إسرائيل ويعتنقون الصهيونيّة. هؤلاء أتباع محمد بن زايد ومحمد بن راشد ومحمد بن سلمان. غير صحيح أنّ زعماء الموارنة وحدهم كانوا يتعاطفون مع إسرائيل قبل الحرب. وثائق أميركيّة جديدة تكشف عن محادثات مع زعماء مسلمين ستُظهر كذب الكثير من زعماء المسلمين. كانوا يتآمرون ضدّ المقاومة الفلسطينيّة فيما كانت خطاباتهم خارج غرف اجتماعاتهم مع الديبلوماسيّين الأميركيّين تزخر بمديح السلاح الفلسطيني. لكنّ المسيّرة طارت وعادت سالمة، وهذا يؤلم إسرائيل وحلفاءها. فليرقصوا من الألم.

  • سوق الدواء في لبنان: هكذا يحكم «كارتيل»الدواء الدولة اللبنانية

0 تعليق

التعليقات