الشهر الماضي، تسلّم «متحف دمشق» خمس قطع أثريّة تدمريّة من متحف «نابو» (الهري ــ شمال لبنان ـــ تأسّس عام 2018)، ضمن احتفال احتضنه «المتحف الوطني» اللبناني. خطوة مماثلة شهدها الصرح البيروتي، صباح أمس الأحد، حين تسلّم «متحف بغداد» 331 رُقماً مسمارياً من «نابو»، بحضور وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، وسفير العراق حيدر البرّاك، وممثلين عن العراق ووزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي حسن ناظم.

جاء ذلك ضمن اتفاق جرى بين «نابو» والحكومة العراقية، برعاية وزارة الثقافة اللبنانية ووفق أسس محدّدة. ومن بين القطع، اثنتان (الصورة) من أجمل وأهم الرقم في مجموعة «نابو». تذكر الأولى شجر الأرز لبناء هيكل في مدينة لغش (أو لكش) السومرية القريبة من البصرة وتعود إلى عام 2500 قبل الميلاد تقريباً. أما الثانية، فتكمن أهميّتها في الكتابة الواضحة التي تعود إلى عام 2350 قبل الميلاد تقريباً، وتكشف للمرّة الأولى أنّه كان هناك خلافات بين حاكمين معينين في جنوب العراق، أمرهما ملك أكاد نارام سين بوقف التحارب والالتزام بالحدود التي رسمها.
في الكلمة التي ألقاها خلال الحدث، لفت جواد عدرا، أحد مؤسّسي «نابو»، إلى أنّ العمل الذي استغرق وقتاً طويلاً لإتمامه «يندرج ضمن جهود المتحف لتحقيق غايته وهي الحفاظ على تراث بلاد الشام وبلاد الرافدين وإحياء حضارتها، فتعيشها أجيالنا وتفهمها وتعشقها». وشدّد عدرا على أنّنا «أوصياء وأمناء» على الآثار: «يجب أن نترك ما ورثناه للأجيال القادمة على أمل أن تتعلّم كيفية الحفاظ عليه واستخدامه بشكل أفضل مما فعل جيلنا»، لافتاً إلى أنّ عملية الحفاظ على هذه الرُّقم وترجمتها وإعدادها للنشر في كتاب، استغرقت نحو 14 عاماً، آملاً أن يُنشر قريباً.
وفي ختام حديثه، أكد على الاستمرار «في نشر الأمل في لبنان، ومن لبنان إلى المنطقة، رغم ليل لبنان الطويل».