أخيراً، حسم «الوسوف» أمره وأطل بعد غياب ثلاث سنوات مانحاً صديقه نيشان ديرهاروتيونيان فرصة الانفراد بهذ الظهور، الذي استُثمر إعلامياً إلى الحد الأقصى. عرضت حلقة «قول يا ملك» أول من أمس على «الجديد» و«الحياة»، بعدما مهّد لها على المستوى الترويجي بوصفها حدث الموسم. وبالفعل كانت كذلك، إلى درجة أنّ mtv سبّقت ميعاد بث برنامج عادل كرم «هيدا حكي»، الذي استضاف إليسا. قناة المرّ تنبّهت أنّه ليس من مصلحتها منافسة «عودة الوسوف» التي حققت أعلى نسبة مشاهدة بحسب معاهد الاحصاء. إذاً، أطل جورج وسوف بعد انتهائه من العلاج وقد أصيب بشلل نصفي تعافى منه نسبياً.
عزفت الفرقة «دبنا على غيابك» ليمشي بصحبة مرافق سنده حتى وصل إلى كرسيّه. ثم أشار للمذيع بأن يبتعد لأن اعتداده بنفسه يملي عليه رفض المساعدة من أحد كما يرفض الدعاء له بجملة «الله يشفيك»، ويرد عليها بكوميديا مبطنة «الله يشفيك إنت». المرور المؤثر لصاحب الكاريزما المميزة، تلته كلمات أكثر تأثيراً في مطلع الحلقة حين قال بسخرية ممزوجة بألم «بدي شوف يلي كانوا يقلّدوا مشيتي كيف بدهن يقلدوني هلق. ضلّوا يقلدوني لحتى...». بعد ذلك، افتتح نيشان حلقته بتقرير استعادي منذ لحظة تعرّض «سلطان الطرب» للجلطة الدماغية مروراً بالمراحل العلاجية، لكنّ التقرير حرَص على تكريس فكرة تفرد نيشان بأخبار الوسوف، ومرّ على حديث أدلى به الإعلامي اللبناني لإحدى القنوات يخبر فيه ماذا حصل مع صاحب «حلف القمر»، من دون أن ينتبه للخطأ الذي وقع فيه حين ذكر أنّ إصابة الفنان بالجلطة وقعت في «الكفرون في دمشق». والصحيح أنّ الوسوف تعرّض للوعكة في «يعفور» قرب دمشق. أما الكفرون، فهي قريته القريبة من حمص. على أي حال، انحسرت مهمة المذيع بردّ الجميل لـ «أبو وديع»، حين راح يؤدي دور كبير المعجبين به في الاستديو الذي امتلأ عن بكرة أبيه بجمهوره، إلى درجة أنهم ناصروه عندما جاهر بتأييده لبشار الأسد وشقيقه العميد ماهر الأسد، وراحوا يهتفون «أبو حافظ» تأييداً للرئيس السوري. وهو ما مهد لانتقاد الحلقة من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي. لم يتوان الوسوف عن الإفراط في المزاح مع صديقه، متقصداً مقاطعته مرات متلاحقة ومتواطئاً مع الجمهور ضده، كأنه ينفذ وعده له تحت الهواء «رح مسّح فيك الأرض»، لكن لم تنته الحلقة إلا بعد رد الاعتبار الجدي للإعلامي اللبناني واعتباره ظاهرة باتت تقلَّد على المنابر الإعلامية التي طاولتها انتقادات الوسوف. رافق الحلقة إدلاء واضح بالآراء السياسية الساذجة لما حصل في زمن «الربيع العربي»، وخصوصاً في سوريا، ثم تشبيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر. كذلك صدم بعض معجبيه بنظرته إلى المرأة، حين قال إنّ زوجته «لا تظهر على الأضواء لأننا عائلة محافظة»، لكن يحسب له رفضه غناء التراتيل «فنحن هنا لسنا في كنيسة». وأضاف في مكان آخر: «لا أحسب على دين أو طائفة أو جهة سياسية، بل أنا مع الجميع». على مقلب آخر، استطاعت المقابلة إعادة نجمها إلى مكانته التي يحتلها دون منازع في قلوب جمهور كبير. مارس سخريته من الجميع من دون أن ينزعج منه أحد، وأوصل رسالة واضحة كان يجب أن تصل، بأنّ صوته ما زال بألف خير، بل ربما تحسن نتيجة النظام العلاجي والغذائي الصارم الذي يخضع له. هكذا، أطرب «السلطان» مشاهديه بثلاث أغنيات قدمها هي «اللي إديتهم زماني»، و«جرحونا برمش عين» «خسرت كل الناس».