أصدرت مجموعة من المثقّفين/ات والفنّانين/ات العرب بياناً تطالب فيه «معهد العالم العربي» في باريس بالتراجع عن الإشارات التي أرسلها من خلال تظاهرتَيْه، مهرجان «أرابوفوليز» ومعرض «يهود الشرق، تاريخ يمتد آلاف السنين» (لغاية 13 آذار/ مارس 2022)، اللتين تُشيران إلى منحى «تطبيعي، أي محاولة تمرير عملية فرض إسرائيل كدولة طبيعية في المنطقة رغم أن نظام الاستعمار – الاستيطاني والأبارتهايد هو أبعد ما يكون عن الطبيعي».في هذا الإطار، ذكّر البيان بأنّ منظمة «هيومان رايتس واتش» أدانت «إسرائيل» كـ«دولة أبارتهايد في تقريرها المنشور هذا العام، وكذلك فعلت منظمة «ييتسلم» أهم منظمة حقوق إنسان إسرائيلية». وتابع: «ربما كان تصريح رئيس المعهد، بداية هذا العام، الذي رحّب فيه بإتفاقات «أبراهام» مؤشراً إلى بداية تبني «معهد العالم العربي» لنهج تطبيعي. فهذه الاتفاقيات، التي تجاهلت حقوق الشعب الفلسطيني، فرضتها الإدارة العنصرية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بين أنظمة عربية غير منتخبة أو استبدادية من جهة ونظام الاستعمار الإسرائيلي من جهة أخرى».
وأضاف البيان: «ثم جاءت التصريحات الخطيرة لدينس تشاريت، أحد أعضاء اللجنة العلمية القائمة على معرض «يهود الشرق» في المعهد، لتكشف عن تعاون مع مؤسّسات إسرائيلية غارقة في التواطؤ في الاستحواذ على الثقافة العربية ــ الفلسطينية والمكوّن اليهودي للثقافة العربية عموماً وعن نيّة واضحة لفرض إسرائيل كأمر واقع «وطبيعي» ضمن برامج المعهد. فتشاريت تفاخر قائلاً: «من الممكن القول إن هذا المعرض هو الثمرة الأولى لـ«اتفاقيات أبراهام»، وهذا يبدأ من خلال التطبيع... لن تنطبق السماء على الأرض إذا أقمنا تعاوناً مع إسرائيل»...».
ولفت البيان إلى أنّ «معهد العالم العربي»، الذي لعب دوراً كبيراً في احتضان الثقافة العربية والتعريف بها، «يخون رسالته الفكرية من خلال تبنّيه لهذا التوجّه التطبيعي، الذي يُعدّ من أسوأ أشكال التوظيف السياسي القسري وغير الأخلاقي للفن كأداة لشرعنة الاستعمار والاضطهاد. كما يخون الأمانة العلمية والأخلاقية من خلال الخلط المتعمّد بين اليهود العرب ويهود المشرق من جهة، وإسرائيل كنظام استعمار وأبارتهايد من جهة أخرى. فإسرائيل، بالتنسيق مع الحركة الصهيونية العالمية، لم تتكفِ بتهجير معظم الشعب الفلسطيني الأصلاني واستعمار أرضه وأجزاء من تراثه وثقافته العربية، بل أيضاً استحوذت على المُكوّن اليهودي في الثقافة العربية فحاولت صهينته وأسرلته، تمهيداً لانتزاعه من جذوره الأصلية وتوظيفه لخدمة مشروعها الاستعماري في المنطقة. إن ثقافة اليهود العرب جزء أصيل من الثقافة العربية، وعملية فصلها عن جذورها هي محاولة لتدمير جزء من التاريخ العربي والذاكرة العربية». واعتبر الموقّعون أنّ استمرار هذا النهج التطبيعي سـ «يفقد المعهد ليس فقط المثقّفين/ات والفنّانين/ات الذين استضاف نتاجهم الثقافي الإبداعي على مدى عقود، بل أيضاً الجمهور العربي عموماً». وختموا قائلين: «ربّما لم تسقط السماء على الأرض بسبب هذا التوجه التطبيعي، المُدان، إذ تدعم بعض الأنظمة العربية الاستبدادية هذا التوجّه في المعهد وتموّله. لكن الثقافة هي ملح الأرض، ولن نسمح لأحد بأن يستخدم منتوجنا الثقافي لخدمة أجندة تطبيعية تقوّض مسيرة الشعب الفلسطيني ومعه كل شعوب المنطقة العربية وأحرار العالم نحو العدالة والحرية وتقرير المصير. إنّ هذه المسيرة التحرّرية، المتجذّرة في الأرض، هو أفق الثقافة». وضمّت قائمة الموقّعين أسماء عدّة، من بينها: إلياس خوري، مرسيل خليفة، أهداف سويف، إيليا سليمان، كميليا جبران، آن ماري جاسر، سليمان منصور، هاني أبو أسعد، حنان عشراوي، ياسمين حمدان، ابراهيم نصر الله، ناي البرغوثي، عمر القطان، ميشيل خليفي، أميمة الخليل، نهلة الشهال...

الموقعون/ات:
* إلياس خوري، روائي، لبنان
* ريما خلف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة (سابقاً)، الأردن
* مرسيل خليفة، موسيقي، لبنان
* أهداف سويف، كاتبة، مصر
* إيليا سليمان، سينمائي، فلسطيني
* فيرا تماري، فنانة بصرية، فلسطين
* كميليا جبران، موسيقية، فلسطين/فرنسا
* عبد الرحيم الشيخ، شاعر، فلسطين
* أن ماري جاسر، سينمائية، فلسطين
* سليمان منصور، فنان بصري، فلسطين
* رشا سلطي، قيمة فنية، لبنان
* يزد عناني، قيم فني، فلسطين
* عيسى ديبي، فنان وكاتب، فلسطين
* زياد ماجد، كاتب، لبنان/فرنسا
* هاني أبو أسعد، سينمائي، فلسطين
* حنان عشراوي، كاتبة، فلسطين
* ياسمين حمدان، موسيقية، لبنان
* ابراهيم نصر الله، روائي وشاعر، فلسطين/الأردن
* ناي البرغوثي، موسيقية، فلسطين
* باتريك لاما، موسيقية، فلسطين
* عمر القطان، منتج سينمائي، فلسطين/المملكة المتحدة
* ميشيل خليفي، سينمائي، فلسطين/بلجيكا
* أميمة الخليل، موسيقية، لبنان
* نهلة الشهال، صحفية، لبنان
* عبد الأمير الركابي، كاتب، العراق
* بشير أبو منة، كاتبة وأكاديمي، فلسطين/المملكة المتحدة