في آب (أغسطس) 2020، عقد «معهد واشنطن» منتدى سياسياً افتراضياً لعرض نشرة بعنوان «الخريطة التفاعلية والجدول الزمني لمجموعة مختارة من الأنشطة العالمية لـ «حزب الله» اللبناني»، واصفاً إيّاها بأنّها «أوّل أداة تفاعلية متعدّدة الوسائط متاحة للجمهور على الإطلاق، تعرض تاريخاً من المؤامرات الإرهابية والهجمات والخدمات اللوجستية والأنشطة المالية التي قام بها التنظيم، فضلاً عن الإجراءات المتّخذة ضده».يومها، انشغل خصوم الحزب، خصوصاً في العالم العربي، بهذه النشرة، وراحوا يحيكون حولها النظريات والمواد الإعلامية في إطار محاولاتهم لإثبات أنّه «منظمة إرهابية دولية».
انطلاقاً من هذه النشرة التي شاهد انطلاقتها مباشرة عبر الإنترنت وأدرك أنّها «مدعومة سعودياً»، خطرت لحسن صفيّ الدين فكرة مماثلة لكن بهدف عكسي: «توثيق مجازر العدوان السعودي الأميركي على اليمن» من خلال خريطة تفاعلية تتوجّه خصوصاً للحقوقيين والأكاديميين ووسائل الإعلام والرأي العام.
تولّى المتخصص في صحافة البيانات وتحليل البيانات، مهمّة البحث فيما تعاون مع فريق ساعده على ترجمة أفكاره تقنياً.
استغرق العمل على المشروع عاماً كاملاً، قبل أن تتبنّاه قناتا «المنار» و«المسيرة»، وهو سيبصر النور باللغتين العربية والإنكليزية عند الساعة الثامنة من مساء اليوم الجمعة بشكل رئيسي على وسائل التواصل الاجتماعي.
«سيجري ذلك عبر حسابات «المنار» و«المسيرة» على السوشال ميديا، إضافة إلى مجموعة كبيرة من المؤثّرين من بلدان مختلفة»، قال صفيّ الدين في اتصال مع «الأخبار».
اعتمدت عملية البحث على مصادر إعلامية مفتوحة ومنوّعة (فيديوات وصور) في الوقت الذي تم فيه الاستحصال على جزء من أعداد الشهداء والجرحى من «المركز اليمني لحقوق الإنسان».
أما الهمّ الرئيسي بالنسبة إلى صفيّ الدين، فتمثّل في تقديم «محتوى تفاعلي وخلق أداة بحث للمتخصصين ونواة للحقوقيين من كل أنحاء العالم».
وأبعد من تجربة «معهد واشنطن»، حرص الشاب اللبناني الذي يدرّس في «جامعة المعارف» على إنشاء interactive dashboard (واجهة تفاعلية) تتميّز بـ «بعد إحصائي يؤمّن للمهتمين الوصول إلى المعلومات بطريقة تفاعلية بعيدة عن الرتابة».
وفيما يعبّر عن أمله في إمكانية توسيع المشروع ليشمل لغات أخرى الإسبانية والفرنسية مثلاً، يشدّد حسن صفي الدين على أنّ «رسالتنا هي التأكيد أنّ الشعوب الحرّة لا تنسى ما جرى ويجري وأنّ مَن سقطوا هم شهداء الأمّة وليس اليمن وحسب»، لا سيّما في ظلّ «السعي السعودي الحثيث» حالياً لضمان عدم «إجراء محاكمات دولية بالمجازر التي وقعت».