لا أتمنّى لنفسي (مثلما أوشكَ أن يقعَ لِـ «سانت إكزوبّري») أن أموتَ عطشانَ في صحراء، ولا أن تُختَطَفَ روحي مثلَ «أميرِهِ الصغير» الذي أصعدَتهُ إلى السماواتِ قُبلةُ أفعى. لا أتمنّى، بسببِ خيبةِ حبٍّ أو خيانةِ صاحب، أن أموتَ بطلقةٍ في الفمِ أو لعثمةٍ في القلب.
لا أتمنّى أن أموتَ بسببِ أنّ السرابَ الذي سعيتُ إليهِ لم يكن إلّا السرابَ الغالي الذي حلمتُ ماءَهُ وسعيتُ بيأسي إليه.
أريد الحياة... هذه الحيـاةَ وأيّةَ حياة،
الحياةَ التي أبغضتُها وهلعتُ عليها،
الحياةَ التي، بدونها، سأكون عاجزاً عن الألمِ، والتعاسةِ، والحنينِ، والندمِ، وقولِ: إني يــائسٌ ويائس.
أريد هذه الحياة (هذه الحياةَ لا سواها) التي، إنْ ضَيّعتُها، لن يعودَ بوسعي حتى أن أتأفّفَ وأقولَ: ما أبغضَ هذه الحياة!
وأيضاً، وأيضاً، وأيضاً:
أريدها كيفما اشتهتْ أن تكون، وأريدني خالداً فيها.
لا أكثر.