1


حبرُ الشاعرِ سمُّ حياتِه.
إنْ لم يَنطقْهُ ماتَ به.

2


حِصْنُ الشاعر
كَوَكْرِ خنفساءِ المزابل
معمولٌ من نفاياتِ أصحابِهِ ومُبْغِضيه.

3


لأنهُ مسكونٌ بالأبديّةْ
الشاعرُ لا يولدُ إلّا في تابوتِه
ولا يموتُ إلّا في مَهْدِه.

4


بعدَ أنْ لم يبقَ لديهِ من الوقت
ما يُضَيِّعهُ على التفكير في صناعةِ موتِهْ،
يبدأ الشاعرُ بالتفكير
في حياتِهِ التي دَفَنَها، منذ يومِهِ الأوّل،
تحتَ أقدامِ مُشَيِّعيه.

5


لطالما قلت:
«الشاعرُ غلطةْ»...
قلتُ، وأُكَرِّر.

6


قلبُ الشاعر في أنفاسِهْ:
بين زفرةٍ وزفرةْ
تضيعُ الحياة.

7


ارحموه!
ارحموه، وأَشْفِقوا على خيبتِه!
: في الطريقِ إلى ما تتوّهمون أنَّها السماوات
لا يصلُ الشاعرُ
إلّا إلى الهاوية.






8


أنصِتوا إليه جيّداً!
حين يقولُ الشاعرُ: «أُحِبّ...»
فهذا يعني أنه يتوسّل:
«أيها الناس، أنا جائعٌ إلى حبّ...».
وحين يصرخ: «يا أمّي!...»
فهذا يعني أنّهُ
يصلّي لهلاكِ جميع طغاةِ الأرض
ونجاةِ جميعِ يَتَاماها.
: الشاعرُ غصَّةُ يتامى.


9


بين يومٍ ويومْ
بين هنيهةٍ وهنيهةْ
يقطعُ الشاعرُ آلافَ المحيطاتِ وآلافَ الأوديةْ
على أملِ أنْ يعثر على العُشْبةِ الإلهيّة
التي، إذا دُسَّت في طبقِ الجائرِ... مات
وإذا شَمَّها المغلوبُ قال:
يا ربّي! لقد آمنتُ بقُدرتكْ.

10


للقاتلِ بيتٌ وقبرْ.
للعاهرِ بيتٌ وقبر.
للدابّةِ بيتٌ وقبر.
للكاهنِ، والكافرِ، والملكِ، والصعلوكِ، والمهرّجِ، وسارقِ الماشيةِ... بيتٌ وقبر.
للشاعرِ بيتٌ واحد:
ما يَحْلمُه.
وقبرٌ واحد:
الحياة.
....
بيتُ الشاعرِ: العدم.
وقبرُهُ: الأبديّةْ.

11


خافوه!
خافوا خوفَهُ، وصمتَهُ، وأحلامَهْ!
خافوا حيرةَ أصابعِهِ وعينيه
... وخافوا دمعتَهْ!
دمعةُ الشاعر
نذيرُ خرابِ العالم.