تونس | ودّعت تونس أول من أمس علامة من علامات الثقافة والحركة النسوية الناشطة والحقوقية زينب فرحات، رفيقة درب الفنان المسرحي المعروف توفيق الجبالي ومديرة فضاء الـ «تياترو» في العاصمة، أوّل الفضاءات الثقافية المستقلة الذي استمر نشاطه بدون توقف منذ عام 1986 بفضل إصرار زينب فرحات وزوجها توفيق الجبالي. استسلمت زينب فرحات أخيراً بعدما قاومت طويلاً الورم الخبيث وقد نعاها زوجها المسرحي توفيق الجبالي مساء أمس بكلمة قصيرة على حسابه الفايسبوكي لخّصت وجعه لهذا الرحيل القاسي.زينب فرحات بدأت مسيرتها كصحافية في أواخر الثمانينيات بعد تخرّجها من «المعهد العالي للصحافة وعلوم الأخبار». لكنها سرعان ما انخرطت في النشاط الثقافي الذي كان يمثل آلية من آليات المقاومة في زمن الديكتاتورية. تقاطعت مسيرتها مع رجاء بن عمّار، وجليلة بكّار، وفاضل الجعايبي، وفاضل الجزيري، ورؤوف بن عمر، وتوفيق الجبالي الذي ارتبطت به. كما كانت من رموز الحركة النسوية ومن مناضلات «الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات».وكانت من أشرس مناصري القضية الفلسطينية. صيف 2016 خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان كانت من أوائل المثقفين العرب الذين زاروا بيروت تضامناً مع المقاومة. كتبت زينب فرحات للمسرح وترجمت واقتبست وأدارت بنجاح معظم أعمال الـ«تياترو». وأسّست «جمعية زنوبيا للفن والإبداع» التي وجّهت نشاطها إلى الأطفال في المناطق المنسيّة والمُقصاة من التنمية. وكانت فرحات في كل هذا النشاط تتمتع بروح مرحة من المحبة والعفوية والإيمان بتونس أخرى مختلفة... تونس حرة ومتعددة تفتح أبوابها للمستقبل رغماً عن طيور الظلام التي تفتك بها منذ عشر سنوات.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا