حين كان لا يزالُ حيّاً،
حين كان في أَمَسّ الحاجةِ إلى الحنانِ، والرحمةِ، وتَرحيبةِ الذراعين والقلب،
حين كان لا يزال...
كان الجميعُ يقولون:
«ما حاجتُهُ إلينا؟
الموتُ ليس على مقربةُ
والحياةُ لا تزالُ في متناولِ اليد».
حين كان لا يزال...؛
الآن، وقد نفدت الحياة،
الآن، وقد ذابت كلُّ الشموع، واهترأت جميعُ الأكاليل، واختنقَ الهواءُ من دخانِ الزفراتِ والسجائر...
الآنَ، هيّا!
ليذهبْ جميعُ الباكين إلى بيوتهم وأوكارهم!
ذاك الذي جئتم تندبونهُ ما عاد في حاجةٍ إلى شيء.
أبداً، ما مِن ميْتٍ سينهضُ من موتِهِ ويتوسّل:
أيها الأصحابُ الـمُشْفِقون، أغيثوني!
..
الآن، وقد نفدت الحياة،
«ليرحمْهُ الله !» تقولون.
الآن، إذْ لم يعد قادراً على تَذَوُّقِها،
ما حاجةُ الإنسان إلى الرحمة؟
الآنَ: موتْ.
.. ..
اغبطوهُ إذنْ على ما هو فيه!
إنه الآن حيثُ لا حاجةَ ولا رجاءَ ولا شكوى.
اغبطوه على أنه لا يَراكُم.
24/2/2015