خلال فترة الحجر المنزلي التي فرضتها جائحة كورونا، أصيبت جنى بالوسواس القهري. صارت مسكونة بفكرة تشوّش عقلها: «هل أنا حقاً موجودة؟». لتفهم «الحالة الغريبة» التي كانت تمرّ بها، لم تجد ابنة الـ 14 عاماً سوى غوغل. وبدلاً من أن تساعدها المواقع المنتشرة بكثافة على الإنترنت في تشخيص حالتها، ضاعت جنى بين ارتياب الاحتمالات. يستشير معظم الناس غوغل بدلاً من المعالج النفسي لسببين أساسيين، كما لخّصتهم الاختصاصية النفسية زينب الدكاك. السبب الأول و«الأهم» هو الخوف من «وصمة» المرض النفسي التي لا تزال تنعت المريض بالجنون. أما السبب الثاني، فعجز المريض النفسي عن تسديد تكاليف العلاج، فيلجأ إلى الاستشارة المجانية على محركات البحث، ويقع ضحية التضليل والمعلومات الكاذبة.من هنا جاءت فكرة helpdose، شبكة عالمية متخصّصة تؤمّن استشارة إلكترونية مجانية من قبل خبراء في مجال الصحة النفسية. لا تقتصر خدمات الموقع على الصحة النفسية فحسب، فـ «هناك 87 اختصاصياً وخبيراً في مجال الصحة البدنية، النفسية، الرياضة، التنمية البشرية، والمجالات الروحانية، متوافرون على الموقع للانطلاق بعملهم online». يقول مؤسس المشروع علي بيضون. الاستشارة عبر helpdose هاتفية مجانية، يستطيع الزبون من بعدها أن يستمر بالعلاج إلكترونياً بشكل مدفوع، لكن «لا يمكن علاج كلّ الأمراض النفسية online»، بحسب الدكاك التي تشدّد على أهمية وجود المريض جسدياً خلال فترة العلاج. وكان مقرّراً أن يبصر helpdose النور العام الحالي، لكن كورونا سرّع الأمر، فاستقطب بيضون 40 خبيراً وجمع مبلغاً من المال يكفي للانطلاق. وبعد 60 يوماً على حشد الطاقات خلال الحجر المنزلي، وفي ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان، استطاع بيضون وفريقه أن يطلقا المشروع.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا